زمن عهد التميمي

ت + ت - الحجم الطبيعي

في زمن «عهد التميمي» تدركين أننا لسنا وحدنا من يلهمهن!

في لحظة من الزمن كنت تتصورين أن ما تسمعينه من فم أمك وجدتك وقريباتك من قصص الفتيات الصغيرات هو وحده ما كان يلهمك، لكن الخيانة لهن ولحكاياتهن جاءت متأخرة، عندما كشفت لهن أن بطلاتك أو بطلاتهن لم تكن إلا نساء هشات وضعيفات وضحايا غير قادرات على الدفاع عن أنفسهن، لولا وجود تلك القوى الخارقة في حياتهن كالجن والجمال غير العادي والحظ.

القصة تتكرر حتى لو سعيت إلى أن تلبسي بطلة قصة «البديحة» الخيالية الفتاة اليتيمة «حمدة» ثوب الأنثى العصرية لتكون بطلة ملهمة، وتبدل اسمها، فهي مرفوضة من قبل صغيرتك لأنها ليست بطلة القصة، وجهة نظر مختلفة ولا تتطابق حتى مع هذه التي تحملينها عن البطلة من أيام الثورة التي أحدثتها رواية «الأم» لـ «مكسيم غوركي». فحكاياتنا، أنت وأنا واحدة، تدخلين البيت وفي يدك كيس التسوق البلاستيكي أو الورقي وأنت تتصورين أنك مازلت تلك الساحرة بعباءتها التي تتدلى من أكمامها الواسعة أكياس قصص الأطفال المصورة، تأتي من مكان لا تدري صغيرتك أين هو، فقط لتدخلي على قلبها السعادة فتفتح ذراعيها وتحتضنك بالكتاب وهي تردد... أنت ساحرة.

ومع الوقت تختفي العبارة لأنها كبرت! تصطدم بالكيس باحثة عن ضالتها وحين لا تجدها تقول: أين فلانة؟ تقصد بطلة مجلتها المصورة. ولأنك تكرهين بطلات هذه الأيام، فتيات المجلات المصورة الخارقات الـ«سوبر ومين»، بصورهن التي يتم فيها إعلاء قيمة الجسد والإثارة وقدراتهن على التأثير في الأشياء بمجرد النظر! ولأن صورة البطلة الملهمة مغيبة في كتبنا ومجلاتنا تحضر في ذاكرتك مشاريع صغيرة في بلدنا لم يكتب لها الاستمرار.

أثناء البحث والتقليب تعثرين على مجلة للفتيات صادرة عن دار صديقات 2011 في حجم كتاب مدرسي، وفي مقدمتها هذه العبارة التي تقول: «هذه كلمات تشبه رشة الندى الباردة الناعمة التي تلامس أجفاننا، وتوقظنا كي نرى الجمال في حياتنا على حقيقته... هناك أشياء تستثير فينا التأمل فتتكشف لنا رؤية أعمق، رؤية الحقيقة التي هي أنصع من الخيال، ورؤية جوهر الإنسان الذي هو أصدق...».

تدركين فعلاً أننا لسنا وحدنا من يلهمهن، فهذه المجلات والقصص والروايات التي تتمرد على قوالب «الجندر» التي تعودنا عليها وتجاوزها غيرنا يمكنها أن تلعب دوراً مهماً في حياة فتياتنا بتقديم بطلات مؤثرات حقيقيات غير خياليات وعربيات من زمن عهد التميمي.

Email