الموظف المتميز في رمضان!

ت + ت - الحجم الطبيعي

نستغرب سلوك بعض الموظفين وطريقة تعاملهم مع الملفات التي تصل إلى أيديهم في شهر رمضان لتخليص المعاملات، إذ يشعرون المتعاملين بأنهم وحدهم الصائمون والمجهدون، وبأنهم وحدهم من يتحمل مشقة الصيام، فيضعون لأنفسهم كل الأعذار لتأخير إنجاز معاملات الأفراد، في حين أنه لا عذر حقيقياً لهم سوى الكسل والتهاون في المسؤولية التي لا يفترض أن يختلف أداء الموظفين فيها سواء في شهر رمضان أو في غيره من الشهور.

لا نتحدث من فراغ، ولا نبالغ فيما نصف، فبعض المؤسسات الحكومية الخدمية للأسف توقف الزمن فيها عند موظفين تتبدى عليهم آثار السهر، والواحد منهم يتثاءب في وجهك، والأكثر من ذلك أن بعضهم من الممكن أن يفقد أعصابه لأي نقاش يدور بينك وبينك بحجة انخفاض النيكوتين!

لن نظلم الموظفين جميعاً، وفي المقابل هناك موظفون يقدم لك الواحد منهم الخدمة بصورة لم تختلف عن الصورة التي كان يقدمها لك قبل شهر رمضان، إن لم تتفوق عليها، والأكثر أنه يبدي استعداده لمتابعة معاملتك حتى بعد ساعات الإفطار.

يخجلك البعض برجاحة عقله وهدوئه وتميزه الوظيفي الذي يجعلنا نثق فعلاً بأنهم هم سر نجاح الإمارات الحقيقي، كل واحد منهم يفكر في المشاق التي يتحملها موظفون آخرون، ولكن في ظروف أصعب، يعملون بنظام المناوبات وفي الطرقات وعلى الحدود وخارج الدولة لخدمة الوطن متحملين كل الصعاب ومتجاوزين التحديات لحمايتنا، وهو ما يجعلهم يقدمون عملهم على أكمل وجه، فيترفعون عن ممارسات يقصرون فيها عن تأدية حقوق المتعاملين.

لذا فإنني اقترح على الجهات المسؤولة عن جوائز التميز في القطاع الحكومي تخصيص الجزء الأكبر من وقتهم وجهودهم للتقييم في هذا الشهر الفضيل، لأنه يعكس بالفعل وأكثر من أي وقت آخر أداء الموظف المتميز والمؤسسات المتميزة في ظروف هي الأصعب رغم قصر ساعات العمل، ولكنها تعبر عن الأداء الأكثر تميزاً.

Email