انقطاع لا مبرر له

ت + ت - الحجم الطبيعي

خلل فني في المولدات، خلل فني في التمديدات الكهربائية يقطع الكهرباء عن مناطق في إمارة الشارقة لمدة تصل إلى الخمس ساعات، ما دفع بالأهالي في المزارع والمنازل إلى التجول بمركباتهم أو الانتقال إلى منازل أقاربهم في مناطق أخرى، هرباً من حرارة الجو التي لا يمكن البقاء فيها دون كهرباء ودون أجهزة تكييف في هذا الصيف، وفي هذا الشهر الفضيل الذي تزيد فيه مشقة الصيام مع طول ساعات الصيام وحرارة الجو.

الأعذار التي تقدمها الجهات المسؤولة عن انقطاع الكهرباء ليست جديدة وتعود في الغالب لغياب الصيانة المستمرة، وتأخر إمدادات الكهرباء عن بعض المناطق، وهي أعذار يفترض أن الجهات المسؤولة قد تجاوزتها منذ سنوات بفضل توجيهات القيادة، وبفضل الميزانيات التي تضخ في الهيئات المحلية والاتحادية للكهرباء والمياه لتنفيذ مشروعات ضخمة هدفها في البداية والنهاية راحة المواطنين والمقيمين وتحقيق أفضل سبل العيش لهم في دولة الإمارات.

قد يعتقد بعضهم أن فترة الخمس ساعات فترة قصيرة لانقطاع التيار الكهربائي ويمكن احتمالها، ولكن هذا الأمر غير صحيح ولا يفترض التسليم به مطلقاً، لأن هناك أطفالاً ومسنين ومرضى يتضررون من هذا الانقطاع، لاسيما المعتمدون منهم على الأجهزة، والذين ليس لديهم بدائل في حال انقطاع الكهرباء، وهناك أسر تتضرر مادياً من انقطاع الكهرباء بسبب فساد المواد الغذائية أو لاضطرارها للبحث عن مكان مؤقت للانتقال إليه لحين عودة التيار الكهربائي.

ما نتمناه من الجهات المسؤولة عن تزويد الأفراد والمؤسسات بالتيار الكهربائي أن تستوعب خطر البقاء دون كهرباء في مثل هذه الظروف، وما يمكن أن يترتب عليه انقطاع التيار دون وجود بدائل، فاليوم وفي دولة الإمارات وبعد كل التنمية التي تحققت والإنجازات التي يشار إليها بالبنان، ليس علينا تقبل مسألة انقطاع التيار الكهربائي عن الأسر والأفراد لساعات وفي هذا الفصل الحار من العام وفي شهر الصيام.

إنها قضية يفترض أننا تجاوزناها من سنين ولا يفترض أن يشكو منها أحد، فكيف نتقبلها في بضع مناطق؟

Email