107.4 ستكون الأولى

ت + ت - الحجم الطبيعي

انطلقت من أيام قليلة وفي بداية الأسبوع الجاري إذاعة «الأولى» التي سعى مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث من وراء إطلاقها إلى تحقيق إضافة جديدة من حيث الشكل والمحتوى، فهي كإذاعة رغم استقلاليتها إلا أنها لا يمكن أن تعمل بشكل منعزل، فرسالتها الإعلامية ومضمونها سيكملان أهداف ومضمون باقي القنوات والمحطات ألإعلامية الموجودة في دولة الإمارات.

الإذاعة لها رؤية وهي الحفاظ على الهوية الإماراتية وإحياء التراث، لذا فقد عمدت إلى أن تكون صناعة إماراتية وبحس وطني، وهو الأمر الذي لمسناه في اختيارها للكوادر التي تعمل فيها، بدءاً بالإداريين مروراً بالمذيعين ومقدمي البرامج أو المستشارين.

وأكثر ما لفت انتباهنا فيها أنها راوحت ما بين جيلين، جيل قديم امتلك الخبرة في المجال ألإعلامي أمثال أم الإعلام الزميلة حصة العسيلي التي تعد أول إعلامية إماراتية، والملحن القدير إبراهيم جمعة، إضافة إلى الشاعر سالم الزمر، وجيل آخر من الطاقات الشابة التي انضمت لتعمل تحت إشراف ومراقبة وتوجيه هذه الكفاءات.

فتقدم برامج تم اختيارها بعناية لتقدم محتوى الإذاعة التي تعمل بطاقم إماراتي، لهجته المحلية المحكية، ومحتواها متنوع في الشأن التراثي على اختلاف مجالاته، ولكن بصيغ عصرية، وبأدوات تواكب العصر أهمها شبكات التواصل الاجتماعي.

البرامج التي تقدمها الإذاعة والتي تابعناها حتى الآن تؤكد ان الانطلاقة تسير وفق الهدف ونثق بأنها ستحقق ما تصبو إليه، ولكننا نأمل أن يكتمل تحقيق الأهداف بقدرة المحطة على استقطاب العدد الأكبر من جمهور الشباب الذي أحوج ما يكون للاطلاع على التراث الخاص بوطنه، والأحوج لأن يقبل على المشاركة في هذا النوع من الإذاعات وبرامجها التي تؤصل فيه الكثير والمهم لهويته كابن الإمارات.

فكبار السن من الآباء والأمهات ليسوا بحاجة لأن نحيي فيهم تراثاً متأصلاً في فكرهم وأرواحهم بل هم المنبع له، لاسيما وأنفسهم هم المستمعون بالدرجة الأولى لهذا النوع من الإذاعات، لكننا بحاجة لجذب الشباب لبرامج هي الأكثر أهمية لهم في هذه المرحلة.

تراث الإمارات جزء من هوية هذا البلد وتاريخه، ومعرفته والاطلاع عليه لم تعد مسألة تهم الإماراتيين وحكراً عليهم، بل ينبغي إيصال كل ما يتصل به إلى إخواننا العرب المقيمين في الدولة وخارجها، وهي المسؤولية التي نتوقع أن تضطلع بها الإذاعة التي تحمل هم إحياء التراث والحفاظ عليه، ونثق بأنها قادرة على القيام به بما تعده من برامج بما تملكه من أدوات ووسائل جاذبة للمشاركة في تلك البرامج.

نبارك انطلاق الإذاعة ونقول إننا فخورون بجيل شباب واعد يحيي التراث ولا يستغني عن هوية بلد نجمه سيبقى دائماً صاعداً.

Email