لا تقاعس عن خدمة الوطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

استقبلت الأسر الإماراتية أبناءها وبناتها من المجندين في الخدمة الوطنية الأسبوع الماضي بفرحة غامرة، ذلك أنهم انتهوا بنجاح من تأدية مهام المرحلة التي تعد الأصعب في نظام التجنيد، خاصة على الشباب المجندين الذين لم تصل أعمارهم العشرين.

وقد شعرنا بعد أن قابلنا العديد منهم بأن شخصياتهم قد تغيرت بالفعل، وبدأوا يحسون بالمسؤولية رغم أن الفترة الزمنية قصيرة، وقتها تمنينا ألا يفوت شاب منهم فرصة الالتحاق بهذه الخدمة، مع أنه أمر لا خيار فيه لمن تنطبق عليهم الشروط.

بالأمس أعلن العميد الركن محمد سهيل النيادي مدير التخطيط الاستراتيجي في هيئة الخدمة الوطنية الاحتياطية، بدء تسجيل المجموعة الأولى من الدفعة الثانية من أبناء وبنات الدولة ممن تتراوح أعمارهم بين 27-30 عاماً، في المعسكرات، والاستمرار في استقبال الطلبات، وإجراء الفحوصات الطبية للمتقدمين، مهيباً بمن لم يسجلوا الإسراع بذلك، في مراكز التجنيد المحددة على مستوى الدولة، حتى لا تتخذ ضدهم الإجراءات القانونية.

التسجيل في الخدمة الوطنية واجب، ولا نعتقد أن أولياء الأمور أو الشباب سينتظرون أن تطبق عليهم الإجراءات القانونية بسبب تخلفهم عن الالتحاق بها، فالإعفاء من الخدمة له شروط أهمها كون الشاب وحيد أسرته، أو بسبب الحالة الصحية، والهيئة وقتها ستنظر في إعفائه من عدمه، وإلا سيصبح مخالفاً إن تقاعس عن ذلك، وأي تقاعس سيكون تقاعسه أبعد من كونه قضية فردية وسلوكاً فردياً.

ولن تهمنا وقتها الإجراءات أو العقوبات القضائية المتخذة ضده، بل سيهمنا كونه بات في عداد المتقاعسين عن خدمة الوطن، وعن تأدية واجب لا يفترض بالأهل تشجيع أبنائهم على التخلف عنه أو المشاركة فيه لأسباب قد يختلقها البعض منهم، ويسعى الأهل في اختلاقها، متناسين أن الخدمة الوطنية واجب لحمايتنا كأفراد ورد أي مخاطر قد تواجهنا، وتربية للنفوس والذات قبل أن تكون خدمة نقدمها للوطن.

دولة الإمارات لا تنقصها الإمكانات العسكرية للذود عن حدودها، ولا تنقصها الموارد البشرية المدربة والمؤهلة، والتي استطاعت في مواقف عدة داخل الدولة وخارجها أن تثبت إخلاصها وتفانيها في العمل وقدرتها على مواجهة أي مخاطر قد تواجهها الدولة - لا سمح الله- لكنها كدولة أدركت الحاجة لتحميل أبنائها جميعاً مسؤولية التأهب والتأهل للذود عن الوطن عسكرياً.

وأخذت على نفسها عهداً بإعداد الشباب إعداداً نفسياً واجتماعياً وعسكرياً، خاصة وهي ترى أن الإمكانات لا تنقصه ليلبي نداء وطنه متى ما دعت الحاجة إلى ذلك.

التسجيل في مراكز الخدمة الوطنية مستمر.. ونتمنى أن يتزاحم عليها من تنطبق عليهم الشروط.. وأن يكون أولياء الأمور هم من يدفعون بأبنائهم لخدمة الوطن الذي يستحق أن يضعوه في أعينهم.

Email