اتحادنا صانع إنجازاتنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

للإعلام الأجنبي في أحيان كثيرة مواقف لا يمكن فهمها أو تفسيرها، رغم أن العاملين فيه يدعون أنهم الأكثر حرفية وموضوعية، لكن واقع ما يكتبون وما يعنونون به أحياناً يجعلهم بعيدين عن الحرفية.

فعندما عصفت الأزمة المالية بدول العالم وتأثرت بها الإمارات حالها حال الدول الأخرى، لم نجد عنواناً واحداً في أي من تلك الصحف يتحدث عن أن تأثر الإمارات بهذا الوضع مسألة طبيعية، بل انهالت الاتهامات على الدولة ووصفت مشاريعها بالإخفاقات، ونعتوا الإداريين فيها بالفشل.

وكثرت التنبؤات حول عجزها، وتحديداً دبي، عن النهوض مجدداً، وأكثر من ذلك أننا لم نجد عنواناً واحداً فيها يرجع أو يفسر توقف أو تأخر بعض المشاريع فيها إلى «عبوس الحظ» في وجه دبي والإمارات!

بالأمس القريب كتبت إحدى الصحف الأجنبية معلقة على الإنجازات التي تتحقق على أرض دبي والإمارات عموماً، بقولها «الحظ يبتسم مرة أخرى لدبي». وقد علق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على المنشور بقوله: «عندما يريدون التقليل من إنجازاتك فإنهم ينسبونها للحظ».

نعم ما قاله سموه صحيح، فالإعلام الأجنبي عندما يريد التقليل من قدراتنا على الإنجاز كدول وشعوب عربية، ينسب ما نحققه إلى الحظ، في حين لا ينسب أي إخفاق أو خطأ إلى عبوس الحظ، كما حدث في الأزمة المالية وفي أي أزمة أخرى قد يتعرض لها أي مشروع في أي دولة أخرى.

تفسيرات هذا الإعلام الأجنبي لا تهمنا ولا تعنينا، فما تعنينا بالدرجة الأولى هي الأسباب الحقيقية الكامنة وراء نجاح الإمارات وإنجازاتها، والتي أوجزها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في الفكر الاتحادي، فقد قال «الحظ لا يصنع الإنجازات، الإنجازات العظيمة تضع الحظ في طريقك، بل تجعله يلاحقك في أغلب الأحيان.

لو انتظر زايد وراشد ابتسامة الحظ لهما لم يبتسم لهما التاريخ ولم يكتب لهما سطراً واحداً في كتابه، هما صنعا حظهما وتاريخهما».

إن السبب الحقيقي الذي صنع إنجازات الإمارات ليس إنجاز دبي وحدها أو قيادتها كإمارة فحسب، بل الأمر يتعدى ذلك إلى النموذج الوحدوي الذي قام على أيدي المغفور لهما بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان والشيخ راشد بن سعيد، اللذين كان التفاؤل حليفها في كل المواقف وأشد الظروف قساوة، وتغلبا عليها بالصبر والتفاؤل النابع من عقيدتنا وثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا.

فلم نسمع يوماً أن الحظوظ تصنع المعجزات، ولم تكن الإنجازات يوماً وليدة ابتسامة حظ أو وئيدة عبوس هذا الحظ، فالصناعة الحقيقية للإنجازات هي العمل بإخلاص، وهو ما اعتمد عليه قادة الإمارات، وهو ما كفل بقاء شعب الإمارات سعيداً بما تحقق من إنجازات وبما كتب له في بعض الأحيان، حتى وإن مروا بأزمات أو تحديات لا تخلو منها الحياة.

Email