مرافق الصيادين

ت + ت - الحجم الطبيعي

مهنة الصيد من أهم المهن التي ترتبط بتراث دولة الإمارات، والتي يحرص الآباء والأجداد في مختلف المناطق على مزاولتها والإشراف عليها عند عجزهم عن الخروج إلى البحر، فهي ترتبط بماض وحاضر ومستقبل، وتعد مصدر رزق لا يمكن التفريط فيه لأي سبب. ومنذ فترة انتهت بلدية دبي من بناء وإنجاز بعض المرافق الخاصة بالصيادين في منطقة جميرا، واحدها مجلس الصيادين الذي أصبح متنفسا لكبار السن وأبنائهم الشباب، بل بات منتدى يلتقي فيه الكبار مع الشباب يتناولون فيه الاحاديث المتعلقة بالصيد، ويتبادلون اخبار المنطقة، في بيئة طالما أحبوها وتعلقوا بها، فمجالس الصيادين لم تعد استراحة يلوذ بها الصيادون المواطنون فحسب، بل أحيت سنة المجالس التي كادت تندثر، وجمعت أجيالا من قاطني تلك المناطق ومن محترفي هذه المهنة.

بالأمس أعلنت بلدية دبي أنها بدأت العمل على تطوير وإنشاء المرافق والتسهيلات اللازمة لموانئ الصيد في جميرا وأم سقيم الأولى والثانية، بكلفة كلية تصل إلى 40 مليون درهم، وذلك تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بالاهتمام بالصيادين المواطنين وتوفير كافة احتياجاتهم، بغية الحفاظ على مهنة الصيد. والخبر أسعد الصيادين باعتبار هذه المهنة والحفاظ عليها حفاظا في الأصل على موروث تاريخي للدولة وحفاظا على مهنة الأجداد والآباء، وأسعد الصيادين من الجيل الجديد من الشباب المواطنين الذين أصبح العديد منهم يخرج للبحر طلبا للصيد، لأن إنشاء هذا النوع من المرافق علاوة على أنه ينظف الشواطئ ويجعلها في حالة افضل تليق بوجهة المدينة، فإنه يقدم لهم ما يحتاجونه من تسهيلات، ويوفر عليهم الكثير من الوقت والجهد، في الوقت الذي يحافظ على الروح الاجتماعية لهذه المهنة.

إذا كانت القيادة في إمارة دبي قد اهتمت بالصيد كمهنة ملتصقة بالتراث فقدمت للصيادين كل الدعم اللازم ماديا ومعنويا، وإذا كانت المؤسسات الحكومية فيها قد نفذت توجهات الحكومة، فشرعت في تنفيذ المشروعات التي من شأنها تقديم التسهيلات لهؤلاء الصيادين، فإن الواجب يحتم على الصيادين الحفاظ على مهنتهم وعدم الركون فيها على المساعدين من الآسيويين الذين أصبح بعضهم هو الصياد الحقيقي والممتهن لهذه المهنة، مقابل جزء من أرباح الصيد للمواطن، فذلك إيذان بتلاعب الصيادين الأجانب بأسعار السوق، واضمحلال المهنة التي تعد جزءا من هوية وثقافة البلد، وهو ما نثق بأن أبناء البلد لا يمكن أن يقبلوه أو يرضوا به مطلقا.
 

Email