المسؤولية تتعدى البث المباشر!

ت + ت - الحجم الطبيعي

استوقفتنا مداخلة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة مع برنامج »الخط المباشر«، في إذاعة وتلفزيون الشارقة في حديثه عن مشاكل المواطنين وعن مسؤولية القائمين على البث المباشر، وعن بعض المسؤولين عن الدوائرالذين يتلقون المشكلات ويعدون بحلها، وتمنينا لحظتها لو استشعر كل مسؤول كل كلمة قالها ، وتمنينا أكثر لو أن كل مسؤول استوعب حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه.

سموه قال في حديثه: »إن كل صاحب حاجة ملح، وأزمة أي مواطن بالنسبة له مصيبة يجب حلها في أسرع وقت، وضرب سموه مثالاً، بأن المواطن إذا مر على شارع غير مرصوف، فمن الطبيعي أن يكيل الاتهامات على الحكومة مع كل مطب يواجهه، حيث إنه من الممكن أن يمر على الشارع نفسه 4 أو 5 مرات يومياً، عكس مسؤول الحكومة الذي ربما يمر على هذا الشارع مرة واحدة كل عدة أيام«.

ما ذكره سموه ليس إلا مثالاً على حاجات المواطنين التي لا يتعامل معها البعض كما يجب، ولو وضع كل واحد منهم نفسه مكان المواطن لما عطل حاجته، ولما اضر بالمواطنين، ولكنها المناصب قد تلهي الجالسين فيها عن التفاصيل وتجعل بعضهم يركن بالمسؤوليات إلى من حوله.

إذا كانت توجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة صارمة إلى مقدمي برامج البث المباشر بأن تتسع صدورهم للمتصلين وأن يراعوا هموم الناس لينقلوها بأمانة، فإن مسؤولية أكبر ينبغي أن يتحملها المسؤول الذي يقدم الوعود على الهواء مباشرة، ويخلف في وعوده. مداخلة الوالد صاحب السمو حاكم الشارقة حول مشاكل المواطنين التي يتم عرضها في برامج البث المباشر تؤكد حقيقة واحدة وهي أن بعض المسؤولين لدينا ليسوا على درجة واحدة من المصداقية في تعاملهم مع المشكلات، وليس كل ما يقدمونه من وعود يصدقون بها، ولو كان الأمر كذلك لتوقفت برامج البث المباشر التي تبث في جميع الإمارات.

سموه قال لمقدم البرنامج: »عندما تتلقى مداخلة من أي مسؤول، على أي أساس تأخذ وعوده بمصداقية؟ فإذا ما أدعى أي مسؤول السعي إلى حل أزمة مواطن، من أين لك صدق كلامه، ربما تكون مجرد كلمات تخرج للرد على أي مواطن دون الترجمة إلى أفعال«.

كلمات صاحب السمو حاكم الشارقة واضحة في تقييمه لأدوار بعض المسؤولين. هذا تقييم حاكم يستشعر ويقدر المسؤولية ويتابع هموم الشعب ، والخلل للأسف يكمن في عدد قليل من المسؤولين يفترض محاسبتهم وتقييمهم او تغييرهم لأنهم ببساطة خذلوا مواطنيهم وخذلوا قيادة منحتهم الثقة واستأمنتهم على مصالح وطن وشعب!

Email