شامبيه ولغة أبنائنا العربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

دأبت قناة سما دبي منذ سنوات على بث المسلسل الكرتوني " شعبية الكرتون" الذي بات له جمهوره في الامارات وخاصة الاطفال الذين يتابعون بشغف الشخصية الرئيسة في المسلسل "شامبيه".

 شخصية شامبيه عفوية مرحة تسعى للتحكم بالآخرين رغم محدودية ثقافتها، وتمثل فئة موجودة في المجتمع الإماراتي، ورغم ما يعتقده كثيرون من ان غلبة الطابع الفكاهي على هذه الشخصية والمسلسل الكرتوني بشكل عام هي التي تجذبهم لمتابعة المسلسل والقضايا التي يطرحها، إلا أننا نتمنى عليهم تقبل تحفظنا على لغة شامبيه التي وإن كانت تمثل لغة فئة من افراد المجتمع في الامارات او الدول المجاورة إلا أنها لم تعد مقبولة او مرحبة لدى كثيرين منا.

اللغة التي يتحدث بها شامبيه ركيكة جدا، ولا تعد أجنبية او عربية صرفة، ولا تقترب حتى من اللهجة الاماراتية، ولغة لا هوية لها لا ينبغي الترويج لها او السماح بمحاكاتها وتقليدها خاصة من قبل الاطفال الذين يتابعون هذا المسلسل الكرتوني بشغف، فكبار السن الذين لم يستطيعوا تقويم ألسنتهم مبكرا حاولوا تدارك الامر مع ابنائهم والاجيال التي جاءت من بعدهم، بحثهم على التحدث باللغة العربية الصحيحة، وهو ما نحترمه منهم لأنهم اعتزوا بلغة القرآن الكريم التي لم تتح لهم الظروف إتقانها، فلماذا نعيد الجيل الجديد الى الوراء بتعليمهم لغة ولهجة ليسوا بحاجة اليها؟!

اللغة هي هوية ووعاء فكر ووسيلة للتعبير عن موروثات اجتماعية وثقافية، والإعلام لابد وأن يحرص على احترام اللغة المعبرة عن هوية مجتمعه من خلال الاعمال التي يقدمها، واذا كان مسلسل شعبية الكرتون قد سعى لتقديم فكرة عن مجتمع او شعبية من الشعبيات خلال مرحلة فلابد من عدم المبالغة في التركيز على شخصية شامبيه، خاصة وأن لغته لا تعد نموذجا يحتذى به، ويصعب فهمها من قبل جميع المشاهدين في الوطن العربي ليس في الإمارات فحسب بل خارجها.

نعاني من عدم تمكن الاطفال في اللغة العربية بسبب مناهج المدارس الاجنبية، وبسبب اختلاطهم بالمربيات والخدم والسائقين في المنازل، وكنا نعول على برامج الإعلام المحلية وإسهاماتها في ان تقدم مواد جاذبة للأطفال والمراهقين والشباب لتجعل اللغة العربية عندهم أقوم ومفرداتها اغنى، لكن واقع الحال يقدم خلاف ذلك.

لا نقلل من حجم الجهد الذي يبذله القائمون على شعبية الكرتون، ولكننا نتحدث من منظور معايشتنا للواقع كآباء وأمهات نتابع ونرى كيف اثرت شخصية شامبيه سلباً في الأبناء والأطفال. وإن كان المغزى والهدف الحديث عن اللهجات وتعددها في الامارات فهناك لغات اخرى يمكن تسليط الضوء عليها في السنوات المقبلة، ولن يكون لها أي تأثير سلبي على هوية أبناء الدولة ولغتهم.

Email