قطر وأوهام الصغار

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما تفعله قطر لا يمكن وصفه سوى بأن تنظيم الحمدين لا يشعر بأنه يحكم دولة ذات سيادة وقرار، ولا حتى إحساس بالكرامة، فمنذ اندلاع الأزمة القطرية وإعلان الدول الأربع مقاطعتها لقطر بسبب دعمها وتمويلها للإرهاب والتطرف والمؤامرات ضد الدول، وتنظيم الحمدين يتجول في أنحاء العالم شرقاً وغرباً، يدعي براءته من هذه الاتهامات، ويطلب العون من الآخرين ضد جيرانه، ولا يزال نهج الاستقواء بالآخرين لدى الدوحة مستمراً، رغم أن الدول المقاطعة فتحت لها الأبواب للتراجع عن سياساتها في دعم الإرهاب، شريطة الاستجابة للمطالب التي وضعتها هذه الدول، والتي رفضت قطر قبولها، لا لشيء سوى لأنها اعتادت على التعامل مع الإرهاب والإرهابيين ولم تعد قادرة على العودة للوضع الطبيعي في أحضان الأمة العربية.

قطر لا تزال مصممة على استدعاء الآخرين ليحلوا لها أزمتها، وها هي تقطع المسافات والساعات الطويلة سفراً لأقصى الغرب، مرسلة بوفود من كبار وزرائها ومسؤوليها، لتنفق أموالها على وسائل الإعلام والمؤتمرات الصحافية ومراكز الأبحاث الأجنبية، ليتمخض الجبل ويلد فأراً صغيراً يتوهم أن حل الأزمة سيأتي باتصال هاتفي.

على قطر أن تكف عن منطقها الأعوج وأوهام الصغار هذه، ولا تحلم بأن يأتيها الفرج والحل بالاستقواء بالخارج أو باتصال هاتفي عبر المحيطات، وعليها أن تعي جيداً أن الحل لا يحتاج لكل هذه المهرجانات والنفقات الباهظة، بل هو، كما أكدت دولة الإمارات، يتلخص في الامتناع عن الإضرار بجيرانها.

Email