الهروب القطري إلى متى؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

في وقت اشتعال الأزمة القطرية وتصاعد حدة الهجوم على النظام القطري، وزيادة حدة الاتهامات التي تنهال من كل حدب وصوب على تنظيم الحمدين بتمويل ودعم الإرهاب، يهرب النظام القطري بعيداً في محاولة منه لتحسين شكله وتبرئة ساحته، وبعد جولة أمير قطر في تركيا وفرنسا وألمانيا، والتي قوبلت بعاصفة من تظاهرات الاحتجاج والتنديد، تبعتها تظاهرات في نيويورك ضد قطر وأميرها أثناء خطابه في الأمم المتحدة الذي قطع فيه الآمال بالعودة إلى الصف العربي، مؤكداً على ارتباطه بإيران وتفضيله لها، وبعد أن ذهب ممثلو الخارجية القطرية يستعرضون فصاحتهم وشعاراتهم الزائفة في التنديد بالإرهاب والنداء بتوحيد الجهود لمكافحته، مستغلين الحشد الدولي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لترويج أكاذيبهم وادعاءاتهم الباطلة، تناقض كبير يعيشه النظام القطري ومسؤولوه، ليس فقط لأنهم يقولون ما لا يفعلون، بل لأنهم يهربون بأزماتهم بعيداً عن واقع ومجال حلها، وهم يعلمون جيداً أن التدويل والاستقواء بالخارج لن ينفعهم، وأنه لا سبيل لهم للنجاة إلا بقبول طلبات الدول المكافحة للإرهاب، والتخلي عن تمويل ودعم الإرهاب والتآمر على جيرانهم العرب.

حل الأزمة القطرية يوجد فقط داخل الأسرة العربية، ولا تفيد فيه دول كبيرة ولا دول «شريفة» بزعمهم، وهروب النظام القطري للخارج ليس فقط مضيعة للوقت، بل أيضاً مضيعة للفرص التي ربما تتلاشى تماماً مستقبلاً مع إصرار النظام القطري على عناده وسياساته الخاطئة.

Email