إعلام مسموم

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواصل وسائل الإعلام الممولة من قطر، إثارة الأحقاد والكراهية في العالم العربي، وتعد هذه الوسائل الأنموذج الأبرز في منطقتنا، من حيث دورها في إذكاء الخلافات، بين مكونات المنطقة، في سياقات التأسيس للنتائج المرجوة.

لقد عاش العالم العربي، في وئام كبير بين مكوناته، ولم تثر كل هذه الخلافات الدينية والمذهبية والطائفية، لولا أن وجدت طرفاً، يحركها، وهذا الطرف، تمثل في وسائل الإعلام الممولة قطرياً، وعلى رأسها الجزيرة، تحت عنوان، منح المساحات للرأي العام، للتعبير عن موقفه إزاء القضايا.

إن هذا النمط غير المسؤول، من الإعلام، لا ينفصل عن الإرادة السياسية والأمنية للدوحة، فهو يعبر فعلياً عن أجندات سياسية، يتم تنفيذها عبر وسائل إعلامية، وبتمويل مالي كبير، يثبت أن لا مشروع لدى الدوحة، سوى تخريب هذه المنطقة.

لقد تغطت هذه الوسائل، بأقنعة عدة، من باب اختراق الرأي العام العربي، وسعت لرسم صورة من المصداقية، والدقة، وتغطية الأخبار الساخنة، في إطار اجتذاب الجمهور، من أجل غاية معروفة مسبقاً، أي توجيه هذا الجمهور، باتجاه مخطط له.

هذا المشروع الدموي، نرى نتائجه اليوم، ولو تتبعنا كل ما تبثه هذه الوسائل من مضامين، لاكتشفنا أن أغلبها يصب في هذه الاتجاه، حيث تغيب صناعة الحياة، والحض على التفاهم والسلام، ويتم بشكل متعمد، إشعال النيران في كل مكان.

إن إرث هذه الوسائل، لا يمكن اعتباره، إعلاماً، في كل الأحوال، فهو مجرد أداة مسمومة لتخريب المنطقة.

Email