رهان خاسر

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتبر قفز الدوحة إلى استجداء الحماية التركية، دليلاً إضافياً على المأزق الذي يعيشه النظام القطري، في ظل غياب الرؤية السياسية الحصيفة، التي يمكنها أن تعيد دوائر الحكم وأصحاب القرار فيه إلى رشدهم بما يحفظ هوية بلدهم وسلامته من أعباء الوجود الأجنبي والخارجي.

ومن الواضح أن لجوء الدوحة إلى استدعاء قوات تركية إلى أراضيها، يشكل حلقة جديدة من حلقات فبركة الحقائق، وإصراراًُ على مواصلة نهجها في دعم الإرهاب، وهي تحاول بهذه الخطوة أن توحي بوجود خطر من محيطها الشقيق، ما يدفعها إلى طلب حماية الآخرين، بينما في الواقع جاء الموقف الخليجي والعربي سلمياً متوازناً، يسمو على العبث القطري، ويسعى لوضع حد للسياسات المتهورة التي جمعت بين دعم إرهاب المنظمات الظلامية وممالأة النظام الطائفي في إيران.

ومهما يكن من أمر، فإن استقواء قطر بالقاعدة العسكرية التركية والدعم الإيراني يبقى رهاناً خاسراً قد يقود إلى تصعيد إجراءات المقاطعة، ما يعني مزيداً من العزلة التي من شأنها أن تتسع وتشتد على الدوحة اليوم.

ومن اللافت أنه لم يصدر لليوم أي مؤشر يدل على تخلي قطر عن سياستها العدائية، في حين لم يتبق سوى أيام من المهلة المحددة للاستجابة للمطالب الخليجية والعربية؛ فيما تبدو الدوحة تصدق باستسلام تصريحات معسولة تصدر عن طهران وأنقرة، وترهن مصيرها بها. بينما في الواقع، يبقى القدر القطري معلقاً برضى الأشقاء، ورهناً بالإخلاص لهم.

Email