لحظة الحقيقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن خافياً على أحد، أن المكابرة القطرية تهدف لحفظ ماء وجه مديري السياسات المتهورة في الدوحة، بينما في الواقع كان هؤلاء يستجدون لائحة مطالب لتنفيذها، للخروج من المأزق الذي وضعوا بلادهم وأهلهم فيه، جراء سياساتهم التي ذهبت نحو شق الصف الخليجي، والعبث في الواقع العربي، لصالح قوى خارجية مغرضة.

والواقع أن مديري السياسة القطرية اكتشفوا، في لحظة الحقيقة، أن العواصم الشقيقة ليست غافلة عما يحيكون في الخفاء، وأنها تملك أوراق قوة، محلية، تفوق في تأثيرها كل رهانات الدوحة على ارتباطاتها الإقليمية والدولية، وأن مجرد الجفاء العربي الخليجي أشد أثراً من أن تعوّضه ثمار تواطؤ الدوحة مع القوى الخارجية، ومنها على وجه التحديد دولة الكيان الطائفي الإيرانية، التي تعيش على العداء للعرب والعروبة.

واليوم، بينما أصبحت المطالب العربية الخليجية في يد واضعي السياسة القطرية، وأمام أبصار أهلهم، تحل لحظة حقيقة باهرة، ولا يعود أمامهم إلا أن يختاروا: إما أن يكونوا في الصف العربي، الذي تسيّجه سياسة العزم والحزم، أو أن يبقوا عالقين على الشاطئ الإيراني، الذي لا يستقبل إلا السفن الجانحة!

وهنا، فإن في تسريب الدوحة للمطالب العربية الخليجية مكابرة تنم عن محاولة بائسة لتجاهل معادلة الحجوم والأوزان، التي لا تقاس باستثمارات ولا بثروات، ولا بالارتباطات الخارجية، ولكن تحكمها الرؤية الاستراتيجية التي أشارت إليها الإمارات، حينما قالت: «الحل في الرياض، وعند سلمان»!

Email