سفينة قطر الجانحة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما بين ارتباك التحركات والمواقف القطرية المكابرة، والسخرية التي تثيرها، تكمن سياسة متهورة وضعت بلادها في مهب أبغض الاحتمالات، التي لم تكن بوارد الحدوث لو احتفظت الدوحة بمكانها الخليجي الطبيعي، وتجنبت الانسياق وراء الأوهام المضللة، التي جعلتها تعتقد أن لها طريقاً آخر غير خيارها العربي، الذي تحميه إرادة خليجية واحدة، يسيجها العزم، ويحميها الحزم.

وفي هذه المكابرة التي تعيشها قطر في خضم هذا المنزلق الذي أودى بها إلى عزلتها ومأزقها، تتكشف أوهام إضافية تفضح الطريقة المتعنتة والاحتيالية، التي تعاملت بها الدوحة مع صبر الأشقاء وسعة صدورهم، التي فاضت عليها، ودفعتهم للوثوق بتعهداتها.

إن ما لا تستطيع الدوحة إدراكه اليوم هو أن صبر الشقيق نفد، ولا فرصة للعودة إلى الصف الخليجي، أو الانضمام إلى الركب العربي، إلا بالعودة الكاملة عن كل تلك السياسات المتهورة، التي جنحت بسفينتها إلى الشاطئ الإيراني وضفاف الإرهاب الأسود.

ويمكن للدوحة أن تبقى عالقة هناك حيث لا أمل في مستقبل، ولا فرصة في نجاة، ولا أفق لحياة، بعيدة عن مكانها الطبيعي ومحيطها الحيوي. ويمكن لها أن تكفّر عن ذنوبها وخطاياها بحق أشقائها وأمتها بالعودة الكاملة عن ممارساتها وسياساتها ومواقفها الغادرة. وهذا، بالذات، خيار قطري في جانب منه، إذ يمكن للدوحة أن تختار ما تريد، غير أن ذلك يفتح المجال لأشقائها، الذين حاولت طعنهم في ظهورهم، أن يتخذوا خياراتهم المناسبة.

Email