انتحار دولة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتفاوت التقديرات المالية، لكلفة التدخل الإيراني في العالم العربي، وهي نفقات تشمل الحرب العراقية الإيرانية، وصولاً إلى التدخل العسكري في دول عربية، والدعم المالي لتنظيمات وأحزاب وأنظمة.

بعض هذه التقديرات تتحدث عن أرقام فلكية، تتجاوز الألف مليار دولار، وبعضها يذهب إلى أرقام أقل، لكن المشترك بينهما أن طهران تبدد ثروة الشعب الإيراني في حروب لا ناقة للإيرانيين فيها، ولا جمل.

الذي يتابع الحملات الانتخابية في إيران، يشعر بحجم الكارثة الداخلية، حين يتفشى الفقر، والبطالة، وتصير الحروب بديلاً عن تنمية الداخل الإيراني. هذا ما يمكن وصفه بانتحار دولة، تحت وطأة مشاريع التوسع الدموية، العمياء، التي لا تريد أن تلتفت إلى حقيقة الوضع الداخلي في إيران، إذ إن طهران، التي تبدد هذه الموارد، تتسبب أيضا بمعاناة شديدة لشعوب عربية، وتبدد مواردها في هذه الحروب، جراء الانشغال بصدد هذه المشاريع، وكلفتها على المنطقة.

إلى متى سيبقى العالم العربي والإسلامي، يسير نحو الهاوية، بهذه الطريقة، التي لا تراعي الواقع، ولا تتطلع إلى المستقبل، ولا تضع الإنسان أولوية أولى؟

وبدلاً من عيش أهل المنطقة بوئام وسلام، تأتي أنظمة تتسبب بخراب ممتد، وتتشارك في ذلك، مع عواصم إقليمية أخرى، واحتلالات، وتنظيمات، فالكل يصبون في البئر ذاتها، ولغاية نهائية مشتركة. لقد آن الأوان أن تصحو إيران، من هذه الغيبوبة، التي تختطف شعباً له تاريخه وإرثه، وألا يتم تبديد حياة الإيرانيين، وهدرها وتدميرها.

Email