الاعتدال طوق نجاة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تثبت الانتخابات الفرنسية، وقبلها تلك الانتخابات الهولندية، أن شعوب العالم لا تزال تقف في وجه اليمين السياسي المتشدد في دولها، وعلى الرغم من أن هذا اليمين حقق تقدماً جزئياً، كما في فرنسا، إلا أن الكلمة الفاصلة ما زالت للمعتدلين.

كل اتجاهات اليمين، لأسباب قومية أو دينية أو مذهبية، اتجاهات خطيرة على حياة البشرية، وهي اتجاهات تنمو في ظروف معينة، في ظل الشعور بالتهديد، أو المصاعب الاقتصادية، أو تهديد الهوية الوطنية.

لا يمكن اليوم، إلا أن ندعو العالم للوقوف في وجه كل الاتجاهات المتطرفة في العالم، لأن التطرف، أياً كانت مبرراته أو أسبابه أو دوافعه، يهدد استقرار العالم، خصوصاً حين ينجح هؤلاء بتحقيق بعض التقدم السياسي أو الميداني، كما في بعض الحالات، وهذه نجاحات تؤشر على مخاطر كامنة.

دول العالم المعتدلة لا بد أن تعمل معاً لإزالة كل أسباب التشدد، والوقوف معاً لمكافحة التطرف، سواء ذلك الذي يتسلل عبر صناديق الانتخابات، أو عبر التنظيمات الإرهابية، فالتطرف هنا، يستدعي التطرف من نوع آخر.

لا يمكن لشعوب العالم أن تستسلم أمام هذه الموجات الخطيرة، لأنها تهدد الحياة، وتلعب دوراً كبيراً في تزييف الواقع، واستدراج الشعوب والدول نحو حافة الهاوية.

من حق البشرية أن تعيش بسلام، ومن الواجب علينا أن نعظم الاعتدال بما يعنيه.

Email