مأساة لا تتوقف

ت + ت - الحجم الطبيعي

كل التسويات السياسية والمفاوضات بخصوص الأزمة السورية، لم تؤدِ إلى حل نهائي، حتى هذه الأيام، وما بين محاولة وأخرى، يدفع الشعب السوري ثمناً كبيراً جداً.

حين نتأمل أرقام اللجوء السوري، التي تتجاوز العشرة ملايين سوري، اضطروا للانتقال وترك مساكنهم، التي تم هدمها كلياً أو جزئياً، وبعض هؤلاء انتقل داخل سوريا أو خارجها، ندرك حجم المأساة التي بات أحد أبرز عناوينها، المطالبة بحق العودة للسوريين إلى بيوتهم.

إن اللجوء بحد ذاته، كارثة اقتصادية واجتماعية ونفسية، تترك أثراً حاداً في اللاجئين الذين يتعرضون إلى ظروف صعبة جداً، تترك تداعياتها على حياتهم، وعلى عائلاتهم، وهي تداعيات لا يمكن معالجتها بهذه البساطة.

الأزمة السورية التي تنزلق إلى عام جديد، لا بد أن تتوقف، فلا يمكن أن تتواصل هذه الأزمة بهذه الطريقة، التي يسهم العالم كله بتركها لتزداد اشتعالاً، وهي حالة قد تقود لاحقاً إلى سيناريوهات أسوأ، أقلها تقسيم سوريا، كحل وحيد متبقٍ لنزع فتيل هذه الأزمة.

أثبت النظام السوري عدم نيته التجاوب مع الدعوات لحل سياسي، بتلك الادعاءات المستمرة أنه يرد على الخروقات التي تحدث من جانب فصائل كثيرة، وبالتزامن مع ذلك، واصلت الفصائل الإرهابية ارتكاب الفضائع والجرائم في كل مكان تتواجد فيه، لتضاعف بذلك من معاناة الشعب السوري.

لقد آن الأوان أن تتوقف هذه الكارثة، التي باتت تمثل واحدة من أعظم مآسي هذا العصر.

Email