دولة القلق

ت + ت - الحجم الطبيعي

حينما تتعمد دولة ما التحول إلى قلق عالمي، فإنها بذلك تفقد جوهرها كدولة؛ أي ككيان سياسي يفترض به أن يدير موارده في الداخل، وعلاقاته في الخارج، لتحقيق مصالحه من دون احتكاك خاسر، أو صدام مكلف.

ومن هذا المنظور، فإن السياسة الإيرانية التي تثير قلقاً دولياً بتبنيها خطاباً طائفياً، وسياسة عدائية تقوم على التدخل في شؤون الغير وإثارة القلاقل، ودعم الفوضى، إلى جانب مساندة جماعات التطرف والإرهاب، تبعث على الشك في ما إذا كانت طهران تريد من العالم أن يتعامل معها كدولة.

وفي هذا السياق، فإن هذه السياسة التي تستثمر الموارد الداخلية في القلاقل الخارجية، تدفع بقوة نحو سياسات دولية أكثر تشدداً حيالها.

وهنا، لا يمكن للمرء إلا أن ينظر بجدية للآراء التي يعبر عنها أركان الإدارة الأميركية الحالية، ويؤكدون فيها أن الإخفاق في الرد على تصرفات طهران الضارة، جعل إيران تشعر حالياً بأنها أكثر جرأة.

لقد عبرت طهران عن هذه «الجرأة» بإطلاقها صاروخاً باليستياً، في اختبار واضح لصبر المجتمع الدولي، وتحدٍ مباشر لقرار مجلس الأمن الذي يطالبها بعدم القيام بأي أنشطة متعلقة بالصواريخ الباليستية.

هذا كله، أمرٌ يدعو المجتمع الدولي إلى توحيد جهوده لحمل طهران على نبذ سياستها القائمة على زعزعة الاستقرار، لا سيما أن عالمنا اليوم لا يحتاج إلى يد عابثة إضافية، ولكنه في أشد الحاجة إلى دول تصنع الأمل والتفاؤل، وتكون شريكة في الحفاظ على الاستقرار وضمان المستقبل.

Email