وقف النار وإنهاء المحنة

ت + ت - الحجم الطبيعي

هل يصمد اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا؟

قد يكون من الصعب الإجابة على هذا السؤال، إلا أن واقع الحال يشير إلى أن صموده يحتاج لمعجزة.

وينظر السوريون بأمل إلى هذا الاتفاق، بعد أن ظلوا ولسنوات عديدة يستغيثون بالمجتمع الدولي، من عمليات القصف التي يقوم بها النظام وميليشيات حزب الله ضد المدنيين في مناطق سورية عدة.

وقد أثبت الصراع في سوريا على مدى الأعوام الستة الماضية، أن المدنيين دفعوا الثمن فرادى، فهذا الصراع الذي يشارك به النظام والجماعات المتطرفة، وأطراف عدة دخلت على خط الأزمة السورية، صراع مؤلم جداً، دفع الأبرياء ثمنه، فقد هاجر ملايين السوريين من أماكنهم إلى مواقع أخرى داخل سوريا وخارجها، واقترب عدد الضحايا من نصف المليون شخص، إضافة إلى مئات آلاف الجرحى، بينما دمرت البنى التحتية في مدن وقرى عدة وتفاقمت الخسائر المالية والاجتماعية.

وبدا كما لو أن المجتمع الدولي مصاب بالصمم السياسي، مع اكتفائه بإصدار البيانات، وعدم بذل أي جهد لوقف هذه الحرب، كلياً، ولا لردع النظام عن أفعاله، وهي أفعال مدانة بكل المقاييس، خصوصاً حين يدفع كلفتها كل مدني بريء، من دون تمييز، وبحيث يصير إيذاء المدنيين مقبولاً بنظر النظام ومن معه، بذريعة وجود جماعات إرهابية.

وهذا أمر خطير جداً، لا يمكن احتماله ولا قبوله. لقد آن الأوان أن يتم إنقاذ المدنيين في سوريا، بإبعاد نار الحرب عنهم، وعدم تركهم أسرى لهذه النار التي تحرق بلادهم، ولا تفرق بين شخص وآخر، وتأخذ الكل بجريرة الصراع وتداعياته.

Email