ديموغرافيا سوريا مهددة

ت + ت - الحجم الطبيعي

رفض مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، أي محاولات لإجراء تغييرات ديموغرافية في سوريا، مهم جداً، خصوصاً، ونحن نرى محاولات العبث بالهوية السكانية لسوريا، على صعيد تنوع المكونات دينياً ومذهبياً وطائفياً وعرقياً.

هذا العبث يجري عبر أمرين، أولهما تفريغ سوريا من مكون سوري محدد، عبر دفعه إلى اللجوء خارج بلاده كلياً، من أجل الإخلال بالمعادلة الديموغرافية، وثانيها ترحيل مئات الآلاف من مناطقهم، إلى مناطق جديدة داخل سوريا، في سياقات تغيير الهوية الديموغرافية، خصوصاً، في حلب، ومناطق أخرى.

إن الدول العربية الواعية لما يجري، كانت تجدد رفضها دوماً لتقسيم سوريا، أو تشظيتها سياسياً، أو تركها تحت وطأة مشاريع التقسيم إلى دويلات، كما أن هذه الدول كانت ترفض دوماً، أي عبث بالهوية الوطنية السورية الجامعة لكل المكونات، لكن المشهد اليوم يكشف عن خطط لفصل المكونات السورية، عن بعضها البعض، وتغيير المعادلة السكانية، عبر التخلص من ملايين السوريين، بتهجيرهم خارج بلادهم كلياً، أو تشريدهم داخل سوريا.

بهذا المعنى، يتحول التقسيم إلى مخطط من نوع آخر، عبر العبث الديموغرافي، والرفض العربي، لهذا التوجه، يعلن أمام الجميع، أن سوريا مهددة بعد حربها الدموية، بتقسيم من نوع آخر.

Email