كلفة مؤلمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يدفع الشعب السوري الثمن وحيداً، جراء الفوضى الدموية في سوريا، ملايين اللاجئين، مئات آلاف القتلى، وخسائر كبيرة جداً على مستوى البنية الاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى التأثيرات السلبية جداً على صعيد وحدة الوجدان السوري، قبل الأرض السورية.

إن هذا الوضع الذي يعصف بسوريا، لا يمكن أن يستمر بهذه الطريقة، بحيث ندخل عاماً سادساً وسابعاً، إلى ما لا نهاية، في ظل هذا التناحر، وعدم استعداد أي طرف لوقف الحرب والوصول إلى تسوية سياسية، والواضح للمراقبين، أن الملف السوري، بات بيد أطراف إقليمية ودولية، تقوم بتوظيفه لحسابات مغايرة تماماً، لحسابات السوريين بما يؤدي إلى استمرار التطاحن الدموي في هذه البلاد، على حساب الشعب السوري، الذي لم يعد يعرف نهاية قريبة لهذه الفوضى.

لا يمكن أن يساوي المراقبون بين الظالم والمظلوم، في سوريا، لكن الخسائر البشرية والإنسانية المؤلمة جداً، يجب أن تتوقف، حتى لا يؤدي نزيف الدم إلى مزيد من الخسائر التي لا يحتملها كل الشرفاء في العالم، وكلما تورط العالم، يوماً إضافياً، بإدامة هذا الصراع أو السكوت عليه، دفع السوريون ثمناً إضافياً، بحيث تحولت حياتهم إلى جحيم مقيم، يحتاج إلى عقود لاحقة، من أجل إطفاء نيرانه.

وترميم بنية الدولة السورية، واسترداد مقدراتها، ومساعدة السوريين للعودة إلى بلادهم، واستئناف الحياة الطبيعية، إضافة إلى إعادة إعمار سوريا، وهي مهمة معقدة وصعبة جداً، جراء كلفتها التي تصل إلى مئات المليارات من الدولارات.

Email