أزمة سوريا .. لا أفق

ت + ت - الحجم الطبيعي

تموج المنطقة بالاضطراب في كل أركانها تقريباً وتظل سوريا رأس الرمح بأربع سنوات يزدن قليلاً وضحايا اقتربوا من ربع المليون سوري فيما فاضت معسكرات اللجوء في الجوار بالملايين، فيما المثير للقلق حقّاً أن ليس من أفق لحل هذه الأزمة التي تشابكت خيوطها وبشكل دراماتيكي بعد ظهور تنظيم «داعش» الإرهابي ودخوله قلب المعادلة.

لقد أصبح أمن العالم وليس المنطقة وحدها في مهب الريح، فليس من جـــزء مــــنه في مأمن من التهديد، وأنّ دائرة الإرهابيين تتسع كل يوم فليس أكثر من سيطرتهم على مساحات شاسعة ليس في سوريا وحدها بل والعراق وليــبيا ويتهدّد خطـــــرهم دولاً أخرى وربما يصل اللهب إلى أوروبا وأميركا، الأمر الذي يجعل من حل أزمة سوريا وفي أقرب وقت ممكن ضرورة ملحّة تعيد ولو بعــض التوازن إلى منظومة الأمن العالمي.

لقد أصبحت منظمة الأمم المتحدة المناط بها حفظ الأمن والسلم الدوليين ليس أكثر من متفرج وفي أفضل الأحوال مندّد بهذا الطرف أو ذاك دون أن يكون لها من دور فعّال، نعم قد يكون السبّب في ذلك انقسام أصحاب الفيتو وتحديداً الموقفين الأميركي والروسي بشأن الملف، لكن التراخي الأميركي غير المبرّر بنظر كثيرين شجّع أطراف الصراع على التمادي في القتال مستندين عــــلى الدعم العسكري والسياسي من حلفائهم.

أعيا الملف مبعوثين رفعوا في النهاية الراية البيضاء، ولا يبدو مصير المبعوث الأممي الحالي ديمستورا مختلفاً إذ لا يملك عصا موسى لإحداث اختراق في الملف على الرغم من الجهود التي يقودها لجمع الأطراف على طاولة التفاوض.

يبدو الأفق الوحيد لنزع فتيل الأزمة هو توافقٌ دوليٌ بين واشنطن وموسكو وقدرتهما على بلورة رؤية مشتركة تعيد أطراف الأزمة إلى «طاولة جنيف» لبلورة حل سياسي متوازن ينهي معاناة الشعب السوري ويؤثّر على الأوضاع الأمنية في دولٍ أخرى يرتبط أمنها ارتباطاً وثيقاً بالملف السوري.

Email