ما بعد القمة العربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا شك في أن القمة العربية بشرم الشيخ حققت أهدافها بدعم الأمن العربي المشترك، وتجسيد المصالحة العربية لمواجهة التحديات الأمنية، التي تهدد استقرار الأمة العربية، لكن حان وقت الانتقال إلى مرحلة تجسيد الوعود والالتزامات، التي قطعت من قبل من أجل تعزيز شراكتهما.

المطلوب بعد هذه القمة، خطوة أخرى لتحويل السياسات العامة إلى مواقف تفصيلية، وذلك ببدء مشاورات لانطلاق تشكيل قوة عربية مشتركة تكون بمثابة حصن منيع أمام أي محاولة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول، بحيث إن ذلك سيسهم في مواجهة مخططات تفتيت وتقسيم عدد من الدول العربية، فالإرهاب الذي يجتاح دولاً عدة في المنطقة العربية كالعراق وسوريا وليبيا والصومال واليمن، وتتطلب معالجته ومكافحته استراتيجية عربية، تعتمد تنسيق الجهود العربية لمكافحة الإرهاب وتجفيف مصادره، ومتى توافرت هذه الإرادة أمكننا تحقيق الكثير من الأمور، خصوصا في ما يتعلق بحماية الأمن العربي، ووضعه في خانة الخط الأحمر.

لاحظنا تحسناً واضحاً في أداء الجامعة العربية، لا يمكن لأحد أن ينكره، لكنها بحاجة إلى مواكبة لمستوى التحديات والتهديدات والأزمات التي يعيشها العالم العربي، بالعمل على مساعدة الدول العربية على تجاوز خلافاتها، وتكريس العمل المشترك، فالمنطقة تحتاج إلى إطفاء أزماتها وبخاصة في هذه المرحلة الاستثنائية من تاريخنا المعاصر، ما سيسهم في مساعدة عدد من البلدان العربية على إطفاء النزاعات الداخلية بروح من العقل والحكمة، وإبعادها عن شبح الانهيار.

من دون تعاون عربي- عربي على مستوى القمة سوف يخسر الكل، وتتضرر القضايا العربية سياسية كانت أم تنموية، ولا يوجد سبيل لحل الأزمات الراهنة والمحتملة التي تعوق تقدم العالم العربي إلا بإحياء التضامن والتكامل، في إطار مصالح مشتركة واضحة المعالم متفق عليها.

Email