السعودية مملكة الاقتدار

ت + ت - الحجم الطبيعي

يروق لبعض المحللين أن يتحدث عن التحدّيات الماثلة أمام المملكة العربية السعودية بعد رحيل الملك عبد الله بن عبد العزيز، يرحمه الله. لكننا نتساءل: منذ متى كانت السعودية بعيدة عن تحديات أمتها؟ وهل تتزامن التحديات مع رحيل قائد ومجيء قائد، أم أنها تحديات قائمة على نحو متجدّد؟.

عندما رحل الملك فيصل بن عبد العزيز عام 1975، كانت المنطقة تعيش تداعيات حرب أكتوبر، وما ترتّب عليها سياسياً من مشاريع تسوية، تمثّلت بفكرة مؤتمر جنيف، وما رافقها من أبعاد اقتصادية في ضوء القرار السعودي، في حينه، بوقف ضخ النفط للغرب، تضامناً مع مصر. تضاف إلى ذلك أزمة لبنان، الذي شهد في ذلك شرارة الحرب الأهلية.

وعندما رحل الملك خالد بن عبد العزيز في يونيو 1982، كان الجيش الإسرائيلي قد بدأ عدواناً على لبنان، وكان ذلك تحدياً كبيراً للقيادة السعودية والعربية، لكن خلفه الملك فهد بن عبد العزيز، واصل قيادة السفينة بنفس الروح والأداء، ذلك أن مجيء ملك جديد في المملكة، لا يعني انتهاء عهد وبدء عهد آخر، بدليل أن الملك فهد بن عبد العزيز حين تولى منصبه كملك في ذلك العام، كانت هناك مبادرة سلام باسمه كولي عهد. الأمر نفسه ينطبق على الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، الذي جاء إلى الحكم فيما المنطقة مشتعلة بالصراعات، وفي القلب منها التصعيد الإسرائيلي الذي انتقل إلى مستوى نوعي يهدّد القضية الفلسطينية، التي طالما كانت، وما زالت، تشغل رأس اهتمام المملكة.

إذاً، لم يمر وقت لم تكن فيه السعودية، ومعها كل العرب والمنطقة، من دون تحديات وأزمات. ولم يمر وقت لم تكن فيه السعودية بعيدة عن مركز الفعل والتأثير في القضايا العربية، وفي لملمة الشتات وتوحيد الصف وبلسمة الجراح. ومن المؤكّد أن الملك الجديد سلمان بن عبد العزيز، قريب من كل الملفات التي تشغل بال المملكة، وهو، كما قال في خطابه الأول، سيواصل سياسة المملكة في استعادة وحدة المسلمين، في ظل مرحلة عصيبة، حيث يضع الإرهاب والفتن الأمة كلّها على مفترق خطير، يهدّد الحاضر والمستقبل، وسيتأكد القريب والبعيد، أن السعودية ستقود سفينة التضامن العربي والإسلامي ووحدة الصف بكل حكمة واقتدار.

Email