مأزق التصعيد في اليمن

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع تواصل الجهود المحلية والدولية الحثيثة لاحتواء التصعيد الذي يمارسه الحوثيون في اليمن، لا سيما في العاصمة صنعاء التي تشهد اقتتالاً عنيفاً بات يسقط فيه العشرات يومياً بين قتيل وجريح، يبدو أن هذا المأزق لن ينتهي ما لم يرضخ الجميع لتفاهمات الحوار الوطني الشامل، بما يزيل كل العقبات أمام إتمام المرحلة الانتقالية، في ظل رفض المسلحين، الذي يسيطرون على بعض مناطق صنعاء التجاوب مع المبادرات السابقة التي أعلنها الرئيس عبد ربه منصور هادي.

ورغم المباحثات التي يجريها المبعوث الدولي إلى اليمن جمال بن عمر مع عبد الملك الحوثي منذ الليلة قبل الماضية في محافظة صعدة، للتوصل إلى حلول للأزمة تُبنى على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وتحظى بتوافق جميع الأطراف، بما يمهد لإعلان حل سلمي شامل للأزمة، إلا أن الاشتباكات المسلحة بين الجيش اليمني والحوثيين تواصلت أمس شمالي صنعاء، بعد مهاجمة مسلحين نقطة عسكرية والسيطرة عليها، ما يعكس عدم رغبة جماعة الحوثي في الاحتكام إلى لغة الحوار، وتغليب مصلحة وأمن واستقرار اليمن فوق كل شيء.

هذا الشد والجذب في المناورات العسكرية والسياسية من طرف الحوثيين يعكس رهان تلك الجماعة على عنصر الزمن، حيث إنها تجري مفاوضات مع المبعوث الأممي ومبعوثي الرئاسة اليمنية، لكنها تواصل تحركاتها الميدانية في العاصمة، وتقدمها نحو السيطرة على مزيد من المواقع فيها، وقتل مزيد من جنود الجيش اليمني، ما يضاعف من مخاطر وتداعيات تلك الأزمة، لا سيما في ظل غياب شريك حقيقي على طاولة الحوار.

إن التدهور المتلاحق على صعيد أزمة الحوثيين يضيف عبئاً جديداً على كاهل هذا البلد، الذي تتنازعه تحديات سياسية واقتصادية وأمنية عدة، تحتم على جميع مكوناته التوحد والتكاتف لحمايته من تلك الأخطار، التي لا تؤثر في قيادته وحدها أو على فئة معينة من أبنائه، بل إن آثارها السلبية تمتد لتطال اليمنيين جميعاً.

Email