الجرح العراقي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعيش العراق على بركان لهب من تأجيج للطائفية البغيضة التي تريد أن تذهب بالبلاد إلى محرقة الحرب الأهلية السوداء، فأطلت برأسها من جديد خلال شهر رمضان لتسجل رقماً جديداً من الضحايا فاق 300 شخص.

ولا شك أن القوى التي أشعلت العنف في العراق سعت ومازالت تسعى للحرب الطائفية، وصولاً للحرب الأهلية، وقد تميزت تفجيراتها بانتقاء مناطق فيها من مختلف المكونات لتضفي عليها الطابع الطائفي والقومي، مثلما حصل في تفجيرات كركوك التي خصت هذه المرة المناطق التي تسكنها أكثرية كردية. إذن، هي تعمل لهدف محدد ولكن في عدة اتجاهات، وتختار المناطق السنية كما تختار المناطق الشيعية، وتمتد إلى المسيحية والازيدية والكردية، وبهذا الخلط تحاول تبيان التفجيرات وكأنها من جهات عدة طابعها طائفي شامل، بينما ثبت أن خلفها تلك القوى التي لا يهمها أي مكون شعبي، بقدر اهتمامها بإشعال نيران الصراع غير المبدئي على الأقل، لاستمرار الاضطرابات الأمنية ثم دفع عجلة التطاحن نحو مزيد من التفجيرات، ليتسنى لها تقسيم العراق إلى مكونات طائفية وقومية ضيقة، وبالتالي توسيع الفتنة الطائفية.

لذا فإن ما يجري في العراق اليوم من تصعيد أكثر من خطير، ومنظم لإحداث فتنة وحرب طائفية في العراق، هو مؤامرة خارجية، وعلى الجميع أن يعي أن الاقتتال والتطاحن الطائفي ليس فيه منتصر فالكل مهزوم، وهو طريق موصوف للخراب والتدمير، ما قد يقود البلاد إلى حرب أهلية يدفع ثمنها الجميع وتذهب بالبلاد الى المجهول. على جميع الأطراف أن تواجه بسرعة هذا التصعيد والانفجار الطائفي، وتعمل على وأد الفتنة بكل قوة، وتنقذ العراق من حرب مدمرة، فالانجرار والخضوع للمنطق الطائفي في التعامل مع الأحداث والتطورات، يضر الجميع ولا يخدم وحدة العراق وشعبه.

إن المطلوب هو التعالي على الجراح والآلام، من أجل سلامة العراق شعبا وأرضا، فالمتربصون بالعراق والمصممون على تنفيذ مشروع تمزيقه وتفتيته، لن يتوقفوا عن مخططاتهم، ولذا فإن الحذر مطلوب والعمل على تقوية العوامل الكابحة لمشاريعهم يجب أن يتواصل ويتصاعد، ولا بد أن يكون ذلك في مقدمة اهتمامات وانشغالات العراقيين المخلصين.

Email