انتفاضة التحرير

ت + ت - الحجم الطبيعي

فلسطين تنتفض ويعلن أحرارها موعدها بعزيمة شبان لا تساوم، عزيمة بلهيب تكوي كل متخاذل، فالقدس تقاوم والضفة تقاوم وجيل التسعينات أبطال الموقف، فلا تنظيمات ولا حركات ولا تأطير ولا مزايدات فالشباب من يقاوم.

الانتفاضة الثالثة انطلقت ولن يتوقع مآلاتها ولا نتائجها أحد، انتفاضة شعبية بلا أطر سياسية، بدأت بتحركات فردية لشبان فدوا حرائر أهانهن الزمان، وحكّم الأنذال فيهن، هن الصامدات المرابطات في ساحات الحرم القدسي، مدافعات عن أقصى باكٍ.

عقارب الساعة لا تفرق بين محافظة وأخرى، والهمة الفلسطينية تفجر براكين الغضب على مغتصبي أراضيها، قرب مداخل رام الله شبان يرشقون الحجارة على جنود الاحتلال، واشتباكات بالزجاجات الحارقة في الخليل ومخيماتها، ورجال عزل بمواجهة أسلحة رشاشة وقنابل في نابس، وطولكرم تشيع شهيدها البطل، وقلقيلية وبيت لحم تشحن همم قاطنيها بدماء من رووا بياراتها، وجنين لن تنسى بطولاتها، وغزة تشتت أنظار الصهاينة بصواريخها، والقدس عروس المشهد فتزف شهيداً تلو شهيد وتقف كحائط صد منيع في وجه دعاة تقسيم الأقصى مكانياً وزمانياً، ويتكاتف شعبها الحر كقبضة واحدة بعد هدم بيوت أبطالها، وأطفال فيها يعذبون ويسجنون ويصرخون إنا جيل التحرير.

انتفاضة التحرير بدأت والتنظيمات السياسية والسلطة الفلسطينية تتابع بتأنٍّ رغم أن الحق بيّن، فلتعلن النفير في الضفة وغزة والقدس والأراضي المحتلة في عام 1948، ولتشحن كتائبها المنظمة الراكدة منذ سنين، ولتعد العمليات المسلحة على أبناء بني صهيون، لنسمع زغاريت الرشاش في كل مكان، وليكن خيار المقاومة بإجماع من كل الفصائل الفلسطينية موحداً.

ليتوحد الصف بين حركتي فتح وحماس واليمين واليسار فالشعب الفلسطيني أسطورة قوة لا تقارن بأحد إذا كانت تحت مظلة واحدة تسمى فلسطين، فحقا كما قال ابن البرغوثي تميم:«لو أن الدهر يعرف حق قوم لقبل منهم اليد والجبين».

Email