مدار

أين طرف خيط «سيناء»؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

ثلاثة وثلاثون جندياً مصرياً يلقون مصرعهم في تفجير محكم في سيناء.. إذا رجعنا لأرشيف الزمن القريب يجتاح أعيننا الغباش ويراودنا النعاس ونحن نبحث، من دون جدوى، عن عنوان كهذا يتعلّق بقتل جندي صهيوني محتل، حين كانت سيناء تحت الاحتلال الإسرائيلي بين عامي 1967 و1980.

العسكريون الإسرائيليون أنفسهم يتحدّثون عن فترة هدوء دامت ثلاثة عشر عاماً، تخلّلتها حرب كلاسيكية على جبهتي سيناء والجولان في أكتوبر 1973. في تلك الفترة لم يكن الجهاد حقّاً ولا واجباً في نظر من يحاربون الجيش المصري بضراوة خلال السنوات الأربع الماضية.

من الذي يشرعن قتل الجندي العربي؟ ابحثوا عن بعض الفضائيات التي تعمل ليلاً نهاراً من أجل شيطنة الجيش باعتباره «أساس البلاء»، مع أن هذا الجيش نفسه، بقائده وضباطه وعسكرييه، كان وطنياً ومنقذاً، وكان مع الشعب «إيد وحدة»، حين كان مطلوباً منه أن يسهّل قفز الانتهازيين مجاناً على صهوة السلطة بعد ثورة 25 يناير 2011، لعلمهم بأن «الجاهز» هو الذي يشارك في اللعب.

لكن عندما يمارس الجيش واجبه في حماية الوحدة الوطنية والدولة المدنية، تحق عندها مقاتلته. ألم تصدح أبواق الفتنة بصريح التحريض على الجيش المصري حين دعت إرهابيي الكون كلّه ليتوجّهوا للقتال في مصر، الواقعة على مرمى رصاصة مسدس تحمله مجنّدة صهيونية؟

أبواق الفتنة لا يمكن لصوتها أن يصل آذان أتباع «السمع والطاعة» لقيادات قاتلت في كل بقاع الكون إلا فلسطين حاضنة أولى القبلتين وثالث الحرمين، لولا شاشات التحريض والأجندات المشبوهة لدى كثير من الفضائيات، بل إن بعضها يلعب دوره التخريبي على نحو أوضح من الشمس في رابعة النهار. بعضها، الأكثر ذكاء، يدس السم في العسل، فيجمع بين النطق باسم الحريات والديمقراطية في العلن، وتنفيذ أجندة إسرائيل في السر.

يعرف هؤلاء أن تفكيك جيش مصر يعني تعبيد الطريق أمام «سايكس - بيكو» الجديدة بطبعتها الدينية، وهي الدفيئة الحاضنة لتفقيس بيضة «إسرائيل اليهودية». وعندما يصبح قتال الجيش واجباً مغلّفاً بالدين، يجب أن نُمعن النظر قليلاً ونتتبّع خيط «الفتوى»، لنصل طرفه على منصّة مؤتمر «هيرتسليا» الصهيوني السنوي.

 

 

Email