الفتنة صهيونية بامتياز

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل يومين، خرج جهاز المخابرات الصهيوني بـ »خبر« يقول إنه اعتقل خلية فلسطينية كانت تخطّط لإسقاط السلطة في الضفة. كيف تستطيع خلية أن تسقط سلطة قوامها الأساس جهاز وظيفي مدني، بلا جيش ولا وزارة دفاع ولا كيان دولة بالمعنى المتعارف عليه؟ هذا ما لم يرد في الإعلان الصهيوني خبيث الغرض.

لا يعني تضمين تقرير الإعلان بأسماء معتقلين فلسطينيين، منح الرواية مصداقية يفتقدها الكيان من أساسه إلى رأسه. الاحتلال يعتقل فلسطينيين كل يوم، ومن هؤلاء مقاومون ومدنيون لم يشاركوا في أي نشاط. إذن، الاعتقال صحيح، وكذلك أسماء المعتقلين، لكن الاتهام مفبرك، وموجّه لأهداف فتنوية لا ينكرها إلا جاهل أو مشبوه.

ثمّة مركز حقوقي فلسطيني مستقل فنّد الادعاءات »الإسرائيلية«، بالاستناد إلى لوائح اتهام المعتقلين التي وعد بنشرها على الملأ، لفضح كذب الاحتلال، وقطع الطريق على مأربه الواضحة بضرب الحالة الوحدوية للشعب الفلسطيني بعد المصالحة، وفي ظل العدوان المستمر، والتصيّد في المياه العكرة، ونصب الأفخاخ، وبث الفتنة، كلها وغيرها الكثير من مرادفات »فرق تسد«، جزء من المنهج الصهيوني في التعامل مع العربي الذي لا يكون جيداً بنظر الصهاينة، إلا عندما يكون ميتاً، وإذا مات يكون بنظرهم مجرد »رقم«.

لا يحتاج أي إنسان منفتح على الحقيقة، إلا إلى جهد بسيط ليضع يده على كم هائل من الأدلة التي تظهر له كياناً لا يكتفي بالإجرام فحسب، بل كيان بارع في دق الأسافين في صفوف أعدائه، وحتى حلفائه، إذ إن حالة انعدام اليقين التي يعيشها، تجعله لا يستريح إلا إذا رأى الآخرين مشتبكين داخلياً، فلا يفكرون في مواجهته.

رغم افتضاح الوسائل والأغراض، فإن لهما للأسف مفاعيل ضارة، وأحياناً مدمّرة، لأن هذا الكيان لا يستخدم أساليب مفضوحة ومكشوفة أو شبه مكشوفة، إلا لإدراكه أن من يوجّه لهم سهام الفتنة مخترقون بمن يساعد هذه السهام على أن تصيب كبد وحدتهم. هذه المحاولات المسمومة تقتضي المجابهة، ليس للكيان نفسه فحسب، إنما للمغرضين الذين يلقفون ما يصدر منه فيحققون أهدافه بعلم أو بجهل. قاعدة هذه المجابهة يجب أن تستند إلى الحذر، واعتبار الهدف مما يرد على ألسنة الصهاينة ووسائل إعلامهم أضاليل وأكاذيب، وبالتالي، عدم تلقّف مديحهم لأي عربي كشبهة عليه، وذمّهم لأي عربي كشهادة بطولة له.

Email