300 خطوة

ت + ت - الحجم الطبيعي

نعم، ثلاثمئة خطوة لا غيرها تفصل بين باب بيتي وبين الباب الرئيسي لمسجد النور، المطل على كورنيش الشارقة، ولطالما رفعت كفي بالدعاء أن تكون هذه الخطوات شاهدة لي لا عليَّ، وعنواناً لتعلق القلب بالمساجد، لا إشارة إلى التقصير في المضي إليها.

فيما القدمان تقطعان هذه الخطوات الثلاثمئة، لا تملك العينان إلا الرحيل وراء أسرار الإبداع المعماري في مسجد النور، فأنت بإزاء استحضار بارع للعمارة العثمانية في أرقى تقاليدها. إن شئت الدقة، فهذه الكتلة المعمارية النحتية البديعة تستلهم مسجد السليمية في أدرنة، الذي يعد واحداً من أرقى الذرى المعمارية التي وصلت إليها العمارة العثمانية.

ومسجد النور في الشارقة، بالطبع، ليس المسجد الوحيد الذي يستلهم العمارة العثمانية بهذا القدر من الإبداع، فهناك بصفة خاصة مسجد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الجديد في الفجيرة، الذي أبدع معماري ماليزي في تصميمه، مستلهماً أصلاً شامخاً، هو مسجد السلطان أحمد المعروف بالمسجد الأزرق.

وبمزيد من اللهفة أنتظر، وينتظر معي الكثيرون، افتتاح هذا المسجد في الفجيرة، الذي يعد ثاني أكبر مسجد في الإمارات، بعد مسجد الشيخ زايد في أبوظبي، وقد انتهى بناء المسجد، ويجري الآن إنجاز مشروعه الزخرفي، الذي يقتضي جهداً فائقاً.

وباللهفة نفسها، والفضول ذاته، أتطلع إلى زيارة مسجد ضاحي خلفان في دبي، ومعي الزميل المصور المبدع وليد قدورة، لعله يتاح لنا أن ندرج ملامح عمارته العثمانية البديعة، التي تشق طريقها إلى التكامل، في إطار رصدنا لملامح عمارة المساجد في الإمارات.

Email