السقطـــة الكبـــرى

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا نستطيع أن نقيم مدى دقة الخبر الذي نشرته قناة العالم الإيرانية، أمس على موقعها عبر «تويتر»، فالإعلام الإيراني كاذب ويلعب دوراً خطيراً منذ سنوات في نشر الفتنة وإشعال نار الخلافات بين الدول العربية، ولكن «العالم» لن تذكر شيئاً له علاقة بإيران من دون أن تكون لديها موافقة رسمية، وإيران لن تتحدث عن اتفاق بينها وبين قطر، من دون أن يكون ذلك قد حدث فعلاً.

وطوال يوم أمس انتظرنا أن يصدر تكذيب قطري، نحن لا نريد أن نصدّق الإيرانيين، ولكن إخوتنا في قطر صمتوا، وهنا ليس أمامنا غير تصديق ما قيل من أن أميرهم تميم بن حمد تباحث مع الرئيس الإيراني حسن روحاني هاتفياً حول إقامة قاعدة عسكرية إيرانية في قطر، فالصمت يعني القبول، ويعني أن قطر قررت أن تذهب بعيداً في انحرافها عن محيطها العربي بالخليج.

إنها السقطة الكبرى، إقدام قطر على خطوة مثل هذه يعني أنها تجاوزت الخلاف إلى العداء، فهذه إيران، الدولة ذات الأطماع في كل منطقتنا العربية، وبدايتها خليجنا وبلداننا المطلة عليه، وهي دولة استيطانية عنصرية، وفي كل يوم نشاهد ما تفعله بالعراق من تقتيل وتشريد لمن ليسوا من مذهبها ولا يتبعون خطّها، وفي سوريا تتحدث عمليات الفرز الطائفي عن نواياها، ونحن نحارب أتباعها الذين يهددون الأراضي السعودية الجنوبية والممرات البحرية الدولية في باب المندب، إنها إيران التي لم تكن في يوم من الأيام دولة سلام تجاهنا، فهل يُعقل أن تكون سلطات قطر بهذا الغباء لتفتح أراضيها للطامعين فينا؟

نحن لن نجيب نيابة عن تلك السلطات، خاصة بعد أن أصبح كل شيء متوقعاً منها، فمن استعان بالإرهاب ضد أشقائه سيستعين بالأعداء أيضاً، بمنطق «عليّ وعلى أعدائي» تتصرف قطر، وإيران سعيدة بذلك، إنها ترى فرصة تاريخية تلوح لها في الأفق، وقد انتظرتها قروناً، وستستغلها إذا فتحت قطر أراضيها لقواتها، ودعوني أقولها واضحة، إن ذلك لن يحدث، والجيش الإيراني لن يحصل على موطئ قدم على بعد عشرات الكيلومترات من أراضي السعودية والإمارات والبحرين، ولن تُدنَّس الأراضي الخليجية العربية بقوات تتبع نظام «الملالي» بقوميته المرفوضة وعنصريته المكروهة، وسقطة قطر، إن ثبتت صحتها، لها من يُقوِّمها.

Email