الأيـادي الخفيـة تختطـف قطــر

ت + ت - الحجم الطبيعي

هناك من يتلاعب بقطر، أصحاب المصالح تداخلوا مع أصحاب القرار، وامتدت الأيادي للحفاظ على النار مشتعلة، هم لا يريدونها أن تخمد، ولا يريدون أن يغطيها الرماد، بل يريدون لهباً، فيلقون بالحطب لينيروا طرقهم المظلمة، إنهم خائفون على أنفسهم، ولتذهب كل الاعتبارات الأخرى إلى الجحيم!!

لدينا ثلاث وقائع تشهد على ذلك، الأولى كانت التسريبات التي فجرت الأزمة بعد قمة الرياض ببضعة أيام، ومن على لسان الأمير تميم بن حمد نقل كلام يأخذ قطر بعيداً عن الإجماع العربي والإسلامي، ويؤكد خطاباته في قمة عمّان العربية، وأيضاً في الرياض مع الجانب الأميركي، فالإرهابيون عند تميم مقاومون وإن قتلوا وقاتلوا باسم المذهب أو الطائفة أو نيابة عن الدولة الدينية العنصرية، وإيران صديقة رغم تطاولها اليومي ضد البلاد التي تحتضن الحرمين الشريفين، وهذا ما جاء في أخبار وسائل الإعلام القطرية، وتزينت الشاشات بشريط يتضمن تلك التصريحات، ووكالة الأنباء الرسمية هي التي بثتها، وتميم لا يعلم بها!!

الواقعة الثانية كانت بعد قطع العلاقات مع قطر بأيام قليلة، قيل إن الأمير سيلقي كلمة حول الأوضاع، وترقبتها «الجزيرة» وقطعت «ابن قنة» حوارها لتنتقل إلى كلمة الأمير، وبثت بضع ثوان، وقطع الإرسال، وعادت المذيعة لتقول «نكتفي بهذا القدر من كلمة الأمير الشيخ تميم بن حمد»، وهذا دليل آخر على أن الأمر والنهي والقرار بيد جهات خفية ليس من بينها تميم الذي لا يعلم أنه منع من الظهور!!

والواقعة الثالثة هي التي نعايشها في الوقت الحاضر، وهي المتعلقة بالمطالب الخليجية التي قدمت لقطر لإنهاء الأزمة القائمة، الرئيس التركي هو أول من تحدث عنها، ثم وزير الخارجية الأميركي، والوسيط لم يقل شيئاً، ويوم الجمعة، أول من أمس، سربت وسائل إعلام تابعة لقطر المطالب مبتورة ومجتزأة، ومعها آراء بالرفض، نيابة عن تميم وحكومته ووزرائه تطوعت تلك الأصوات بإعلان الموقف القطري!!

المتحزبون، والمتآمرون، الموالون للأجنبي، والذين وجدوا بيئة تجذروا في أرضها، هؤلاء هم رجال «القرضاوي» الذين يوالونه نيابة عن المرشد، وقد بايعوه فوق بيعة الأمير وأسرته، هؤلاء الذين يأخذون قطر بعيداً عنا، ولن يسمحوا بمصالحة أو عودة إلى الوضع الطبيعي، لأنهم يعرفون جيداً أن نهاية وجودهم أول شروط الاتفاق الجديد، إنهم «إخوان» قطر النافذون في ثنايا صناعة القرار، من أصبح الأمر والنهي بيدهم، إنهم من يختطفون قطر.

 

Email