جمهورية الأكاذيب

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا نبالغ عندما نتحدث عن الأكاذيب الإيرانية، ليست لنا مصلحة في إثارة الناس ضد نظام الملالي أو معاداته، ولكن أفعالهم وأقوالهم، هي التي اعتمدت مبدأ الكذب وتزييف الحقائق، والقصد في الأساس هو تضخيم حجمهم أمام شعبهم، ومن بعده محاولة إيهام الذين انساقوا خلفهم أنهم يكبرون نفوذاً وقوة وهيمنة في المنطقة وفي العالم الإسلامي كله، وقد اعتمدوا على إرهاق الآخرين وغيرهم من متابعة الأكاذيب التي يوزعونها على أفراد في السلطة تارة وضباط في جيشهم وحرسهم الثوري تارة أخرى، ووظفوا لها أيضاً خطباء الجمعة الذين يتناوبون على منبر البث المباشر من طهران، وهناك فئة رابعة تضم «وكلاء الولي الفقيه» من قادة الميلشيات والأحزاب المذهبية في بعض الدول، وعلى رأسهم يتربع حسن نصر الله، ومن بعدهم الممولون، وهم كثر في دولنا العربية، وهؤلاء باعوا ضمائرهم، وقبلوا بخدمة عدو مقابل «ربطات» الدولارات التي توزع بانتظام على بعضهم، وفي المناسبات على الآخرين، هؤلاء منهم رجال سياسة ورجال أعمال، وللأسف الشديد فيهم أيضاً رجال إعلام كانوا ذات يوم يدعون أنهم وطنيون وأصحاب رأي!

في الأسبوع الماضي زار المدعو رضا أمير الذي يعمل وزيراً للثقافة في حكومة روحاني دولتين عربيتين، هما تونس والجزائر، والتقى في تونس بالرئيس الباجي قائد السبسي وأجرى لقاءات ثم غادر، فإذا بوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا» تبث خبراً تقول فيه: «إن الرئيس التونسي أشاد بالدور الإيراني في المنطقة»، وأضافت: إن السبسي قال: «إن إيران حامية العالم الإسلامي من كيان الاحتلال الصهيوني»، ورد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية التونسية رضا بوقزي في تصريح لوكالة تونس للأنباء قائلاً: «إن هذه التصريحات لا تمت إلى الحقيقة بصلة»، أي أنها كاذبة!

ومن تونس ذهب الوزير الإيراني إلى الجزائر، وحدث الشيء نفسه، أكاذيب توردها وسائل الإعلام الإيرانية تتحدث عن «جبهة مشتركة» بين الجزائر وإيران لمحاربة الإرهاب، وتكليف علماء دين بتبادل الزيارات لتقريب الأفكار، وأعطت الإيرانيين انطباعاً بأن الجزائر تبادل إيران وجهة نظرها، وعلى الفور أوضحت الجزائر الحقيقة، وهي أن ما قالته وسائل الإعلام الإيرانية «قراءات واستنتاجات عارية عن الصحة»، أي أنها كاذبة!

فهل بالغنا عندما استشهدنا بواقعتين حدثتا مع دولتين عربيتين قبل أيام، ومارست إيران معهما الكذب وتزييف الحقائق؟!

Email