ماذا حدث في السويد؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

أخذني الفضول إلى البحث عن الذي حدث في السويد، فهذا الرئيس الأميركي دونالد ترامب يهاجم القضاء في بلاده بسبب نقضهم لقراره الخاص بالمهاجرين ورعايا بعض الدول، وفي نقل مباشر استشهد بما حدث في السويد، وهي الدولة الأكثر تأييداً لاستقبال اللاجئين الهاربين من بطش بلدانهم أو من الفقر والحاجة، وكان يبرر موقفه بتلك الواقعة التي لم يفصح عنها، وتجاوزها سريعاً بعد أن بين خطورة اللاجئين على الدول التي تستضيفهم.

وضعت كل العناوين المحتملة لأجد الفعل الإرهابي الذي ارتكب في السويد، كتبت «تفجير إرهابي في السويد» ولم أجد شيئاً، غيرت الكلمة الأولى إلى «اعتداء» ولم أجد شيئاً، وسألت «غوغل» مباشرة «هل حدث شيء في السويد مؤخراً» ولم يجبني، فذهبت إلى صفحات ومواقع وكالات الأنباء، وكانت النتيجة هي نفسها «المطلوب غير متوفر» فانتظرت بضع ساعات ثم أعدت الكَرّة بعد أن استعنت بشخص متخصص في البحث باللغة الإنجليزية، فإذا به يجد تساؤلات تتشابه وتساؤلاتنا!!

ماذا حدث في السويد ؟

كان سؤالاً متداولاً طوال يوم الأحد، من أهل السويد بالتحديد، سياسيون ونواب في البرلمان، وإعلاميون ومواقع تواصل، ومواطنون عاديون أرادوا الاطمئنان على بلادهم، وكان أكثرهم أهمية رئيس الوزراء السويدي السابق كارل بيلت، وهو رجل سياسة مهتم بسلامة بلاده، ويخاف على أمنها، وهو بالتأكيد لم يكتب تعليقه المتهكم على مواقع التواصل إلا بعد أن استفسر من الأجهزة المعنية، واكتشف أن شيئاً لم يحدث في السويد، فقال «السويد؟ اعتداء؟ ماذا دخّن؟»، ثم توالت الرسائل الساخرة رداً على التساؤلات التي انهالت على المواقع السويدية، حيث تلقى موقع «ناشونال سويدن» الرسمي 800 سؤال خلال 4 ساعات، وأعتقد أن سؤالي كان من بينها!!

بعض كتب التراث تتحدث عن «فبركة» بعض الروايات والقصص والأحداث، من مؤلفي الكتب والوعاظ المفتين في الأزمنة القديمة، لتمرير الغايات المستهدفة من قبل قائليها، وبررت تلك الأعمال ووصفت بأنها «حسنة النية» تنفع ولا تضر، فهل كان الرئيس ترامب ضحية مؤلف خطابات «فبرك» واقعة السويد التي لم تقع؟!

 

Email