يد تبني ويد تحمي

ت + ت - الحجم الطبيعي

ذلك طريق، وهذا طريق آخر، البناء بحاجة إلى سياج أمان، يحميه، ويصد عنه كيد الأعادي، البيوت اليوم توفر لها وسائل الحماية، كاميرات مراقبة وأسوار عالية وأبواب بأرقام سرية وصفارات إنذار تفضح كل متسلل أو حرامي، فكيف بالدول؟

في الأسبوع الماضي كانت القمة العالمية للحكومات تناقش في دبي وسائل توفير السعادة للبشرية، ابتداءً من توفير الغذاء والدواء والمأوى والأمان، وانتهاءً بالحفاظ على روح التسامح.

وفي هذا الأسبوع تستضيف العاصمة أبوظبي معرض الدفاع الدولي «آيدكس»، دون أي تناقض أو تنافر، فالاستعداد للمجهول مطلوب، بل هو واجب على الدول، ودولة تملك وسائل الردع أكثر استقراراً من دولة لا تملكها، ونحن هنا في دول الخليج مددنا أيدينا للجميع وتشاركنا معهم في البناء والتطوير.

ولكننا لم نغفل ذلك الجانب الخاص بحماية منجزاتنا، ولم توقفنا التطورات المدمرة التي أحاطت بنا طوال ثلاثة عقود عن العمل من أجل مستقبل أرضنا وشعوبنا، كما قال قادتنا خلال القمة الحكومية، وبنيت القوة كما بنيت المدن الجديدة والطرق والبنية التحتية، لم نتّكل على أحد، ولم ننشغل بالرفاهية، بل عملنا بجد وإخلاص، فهذه النعم التي وهبنا إياها رب العزة بحاجة إلى سواعد الرجال لتصونها.

لا تبنى الجيوش من أجل العدوان وتهديد الآخرين، هكذا تعلمنا من المؤسسين يوم وضعت قواعد الدولة، ولكم أن تتخيلوا بلادنا بجيش صوري، مهمته تقتصر على الاسم والاستعراضات في المناسبات، كيف سيكون حالنا؟!

سأترك أحداث السنوات الثلاثين الماضية تجيب عن السؤال، وهي حقبة مرت عليها فترات سوداء مظلمة، من أولئك الذين كانوا يملكون جيوشاً جرارة وأسلحة فتاكة، يوم تقاتلوا على المصالح ومد النفوذ، ومارسوا كل أنواع الابتزاز، واعتدوا على استقرار بعض دولنا وأمنها وسلامة أراضيها، وتجاوزوا إلى تنصيب أنفسهم «سادة» على المنطقة، ولم تردعهم العلاقات الأخوية والجيرة والدين.

القوة فقط هي الرادع، ونحن نستمد قوتنا من قادة بنوا أوطاننا بيد، وباليد الأخرى، أسسوا قوة تردع كل صاحب نية عدوانية.

Email