فخر الوطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

تجسدت كل المعاني يوم أمس، الوفاء والإخلاص كانا في لقاء مع التضحية والفداء.

واحة الكرامة شهدت ملحمة وطنية، شيوخنا في المقدمة كما عهدناهم دائماً، أهل الصف الأول، وأصحاب المبادرات، يهنأ بهم الوطن. فأهله وكل الذين يقيمون على ترابه ينامون قريري العين آمنين مطمئنين. من يرى محمد بن زايد يقف مع الناس دقيقة ليدعو للذين افتدوا الوطن بأرواحهم لا يخافون على حاضرهم ومستقبلهم، ومن يشهد الذي حدث بعدها، في المساء حيث تلاقت القلوب واجتمعت الأرواح لتشهد التكريم بكل معانيه للذين أدوا الواجب ببسالة، ليس أمامه إلا الفخر بأنه جزء من هذه الأرض المباركة بالكرام نسل الكرام.

هي واحة، شجرها أسماء حفرت جذورها في أعماق وطن أحبوه، وقيادة ليس لها إلا السمع والطاعة، واحة كرامة، تتزين بأصحاب العزة والكرامة، وتشير نحو الأجيال القادمة، بكل فخر تخاطبهم، وتسرد عليهم حكاية لا تتكرر عبر الأزمان.

هذا نبت زايد، عليه رحمة الله. مهما قلنا، ومهما وصفنا، لن نقدم غير اليسير من الحقيقة، ومن الجهد والعطاء، بعيداً عن القصور ومغرياتها، يورق لآلئ تزدان بها البلاد. أبناء يحملون الأمانة ويؤدونها لأصحابها. النفوس راضية ومرضي عنها، فهم على النهج سائرون. هم أيضاً اعتزلوا رفاهية القصور، كلهم اتبعوا خطوات الآباء، وقدموا الخلاصة التي رأينا بعضاً منها يوم أمس.

وفي الغد فرح آخر، لقد كنا يوم أمس في فرح، يوم الشهيد لا نحتفل به لنحزن، فهؤلاء السابقون نالوا الجائزة، لهذا نفرح لهم وإن قبلنا العزاء فيهم، وقادتنا عندما جعلوا هذا اليوم ملاصقاً ليوم قيام الاتحاد وانطلاق الدولة كانوا يقولون لنا إنه يوم فخار، وغدا الثاني من ديسمبر، وهو كذلك، هو اليوم الذي ارتفعت فيه رايتنا، ورفرفت حتى عانقت المجد.

45 عاماً، هي عمرنا، وهي اختزالنا للتاريخ وإنجازات العظماء، هذا ما يجب أن يعلم لأبنائنا وأبنائهم. الكل يقول عنا، عن جيل الاتحاد، إنه جيل الرفاهية، ومن يلتفت حوله لن يرى غير جيل بناء، فكل هذا ما كنا سنراه لو لم يكن هناك رجال يبنون وطناً نهض بسواعد نثرت مفاهيم العطاء والولاء والفداء والتضحية.

Email