سادوا فتجبروا

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشاركوا في القتل، وكانوا أول المعزين، تباكوا، ذرفوا دمعاً أسود اللون كسواد قلوبهم، ولم يخرجوا مختلفين، فقد اتفقوا على استمرار جهودهم في ذبح سوريا من الوريد إلى الوريد.

مجلس الأمن أصبح منبراً للخطابة والكذب، كلهم كذبوا يوم اجتمعوا وتحدثوا أمام كاميرات النقل المباشر، أناقتهم لم تغط بشاعة الدور الذي يقومون به، وتنصلهم من المسؤولية لا يزيل الدماء التي علقت بأيديهم، وعدم اتفاقهم ليس إلا جريمة جديدة تضاف إلى جرائمهم.

كلهم شركاء، وأولهم بشار الأسد، ذلك الذي وضع نفسه في كفة، وملايين السوريين في كفة أخرى، هو أول من بدأ الاستهانة بالدم السوري، قبل النصرة وقبل داعش والجيش الحر، وهو الذي استدعى الحل العنصري والمذهبي ومنح الإيراني حق القتل بحسب الهوية والانتماء الطائفي.

والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا شركاء في مأساة سوريا، منذ أن اعتمدوا على الإشاعات والمغالطات، ورفضوا إدانة استخدام براميل المتفجرات، وعطلوا قرارات حظر الطيران على المدن، وبعثوا برسائل تطمين لكل الذين يقتلون الأبرياء ويهجــرونهم من ديارهم، وبعد كل ذلك نراهم يمثـــــلون علينا أدواراً عفا عليها الزمان، يريدون أن يغطوا تخاذلهم بالانسحاب من جلسة مجلس الأمن عندما بدأ ممثل النظام السوري إلقاء كلمته!!

أما روسيا فهي بحق تستحق شهادة تفوق في عكس الحقائق، من يسمعها يتعاطف مع كل كلمة يقولها مندوبها، يدها ناصعة البياض، ونزاهتها لا تقاس، ومساعيها لإنهاء الأزمة السورية غير خافية على العالم، أما المستشفيات التي تدمر على رؤوس المرضى والأطباء فهي وقائع لم تحدث، والمدن التي مسحت عن وجه الأرض ليست سوى دعاية مغرضة، وكذلك الفصل المذهبي للمناطق والبلدات السورية، كلها أكاذيب تعالج بأكاذيب!!

عندما أرادوا الاتفاق قبل أيام اتفقوا، وهذا يعني أنهم يديرون صراعاً دولياً على الأرض السورية، لا بشار ولا إخوان النصرة ولا أصحاب عمائم ولا جيش حر يتحكمون في شيء، هذا الموت يدار من الذين سادوا فتجبروا.

Email