الاعتداء على الخصوصية

ت + ت - الحجم الطبيعي

جمع «صبي فيسبوك» أكثر من 44 مليار دولار، ومازال يرغب في المزيد، يريد أن يصبح الأول في قائمة الرجال الأكثر ثراء في العالم، والأهم بالنسبة إليه أن يتجاوز صاحب «مايكروسوفت»، ليثبت أنه الأكثر ذكاء.

«مارك زوكربيرغ» يفكر ويخطط ويطرح ويشبك الناس في منظومة إذا دخلوها تعذر عليهم الخروج منها، فتكون حياتهم العامة والخاصة بين يديه، يحركهم كما يشاء، ويصل إليهم متى شاء، ويشتتهم بتطبيقات وراء تطبيقات، وبقيودٍ تلو قيود، ويقتحم الخصوصيات دون استحياء، والكل يتفرج ولا يفعل شيئاً.

في خطوة جديدة قد تضاعف ثروة «الولد»، ولكنها ستجعل أسرارنا مباحة له ولمحركات بحثه، لم نسمع الجهات المعنية عندنا أو في دول الجوار تحتج، بل لم نسمعها تنبه الناس، وكأن الأمر لا يعنيها.

جهات التنظيم ومؤسسات التشغيل صامتة، ورسائل شركة «فيسبوك» و«تويتر» تصل إلى المستخدمين، بلغة أجنبية، إنجليزية وغيرها، تبلغهم بأن معلوماتهم الشخصية وسجلات هواتفهم ستكون عرضة للسحب إلى قواعد البيانات عندها، وذلك لاستخدامها في توجيه الإعلانات، وبأسلوب متعارف عليه ترسل عقوداً مكتوبة من قبل مستشارين قانونيين محترفين عبر التطبيقات، فيها آلاف الكلمات، ومن بينها بضع إشارات بالموافقة الإجبارية التي لا يستوعبها غير مختص في اللغة والقانون، وعلامة «موافق» تحتها، والناس تضغط وتوافق، ويتم استغلالها وتستخدم بياناتها لجذب الإعلانات وزيادة ثروات أصحاب محركات البحث والتطبيقات الجديدة.

نحن لا نحسد ذلك الصبي على ثروته، ولا نقف في وجه الجديد في عالم الذكاء، سواء عبر الهواتف أو غيرها، ولكننا نتساءل عن حق الناس في معرفة ذلك الجديد، وحقهم أيضاً في الحماية، كما نتساءل عن دور الجهات المعنية بتنظيم الاتصالات وأمن المعلومات؟!

Email