درس جديد

ت + ت - الحجم الطبيعي

جميلة ورائعة تلك اللقطة التي استفتحت صباحنا بالأمس، صاحب المواقف والمبادئ والمبادرات والمفاجآت يقدم لنا درساً جديداً، ويذكرنا بكل ما سمعنا عنه وقرأناه، هذا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إنه يتفقد مكتباً ينتظر المدير والمسؤول الذي خصص له، ولم يكن صاحبه قد بدأ ميعاد عمله، هو حدد وقت العمل، وغيّر في النظام، وخالف اللوائح، وأصدر قراراً داخلياً، بينه وبين نفسه، قال «إن العمل لا يستحق مني أن أكون أول الملتحقين بمؤسستي في الصباح، والذين ينتظرون عند الأبواب يمكنهم أن يضحوا بأوقاتهم ومصالحهم من أجل راحتي»، هو مدير أو رئيس قسم أو موظف، هو الذي يحكم الوقت ولا يحكمه الوقت.

لم يذهب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد باحثاً عن المقصرين، فهو الحاكم، بل ذهب ليطلع ويتابع ويكوّن صورة مباشرة للواقع، ربما تكون هناك نواقص، وربما تكون هناك حاجة إلى تنظيم، وربما الكوادر الوظيفية غير كافية، الأسباب كثيرة، وصاحب الفكر المستقبلي يحب أن يرى بعينه ويلمس بيده، لا يعتمد على التقارير، ولا يحب الكلام المنقول من فلان إلى فلان إلى فلان، هو الحاكم والحكم، وأتخيل المشهد الآخر، أن يجد سموه الكبار من المسؤولين في مكاتبهم من اللحظة الأولى لبدء يوم العمل، كانت الصورة ستختلف، بكل تفاصليها، وكنا سنرى ردة فعل أخرى، فالشيخ الحاكم لا يذهب في جولة تفقدية ليعاقب مقصراً أو مستهتراً، بل كان يريد أن يرى ثقته إن كانت في محلها، حتى يشد على أيدي أولئك الذين حملوا الأمانة، الشيخ الموصوف بالعدل ومنح الفرص وسعة الصدر يبحث عن الذين يكرمهم، وليس من يعاقبهم.

محمد بن راشد أنجز لأنه سهر وأعطى من فكره وجهده وعرقه، وخرج في الصباح الباكر باحثاً عن نتائج عطائه، واكتشاف القصور في مكان أو أكثر جزء من تلك النتائج، ويراودنا شعور بأن هذه الزيارة ستغير سلوك الموظف الصغير قبل الكبير، واعتباراً من صباح اليوم ستكون المؤسسات مثل خلايا النحل قبل بدء الدوام الرسمي.

Email