نصف الحوار أسعدني!

ت + ت - الحجم الطبيعي

قديماً قال الفيلسوف سقراط لأحد حوارييه وكان الوحيد الذي لم يتحدث: «تكلم حتى أعرفك»!

تذكرت تلك الحكمة الجميلة التي تربط شخصيات الناس بكلامهم، عندما استمعت لكلمات الأخ مروان بن غليطة رئيس مجلس إدارة اتحاد كرة القدم، كان قد أدلى بها من خلال مداخلة هاتفية مع قناة دبي الرياضية.

لا أخجل من الاعتراف بأنني لا أعرف شخص الأخ مروان كما يجب، وهذا بالطبع يُعد تقصيراً من الصحافي أكثر منه تقصيراً من مصدره!

من أجل ذلك كنت مصغياً لكلماته ولحواره، ولا يهمني مطلقاً مع من كان يتحاور، بل تهمني كلماته هو، ومنطقه هو، وهذا هو سر الاعتراف بأنني كنت سعيداً بنصف الحوار وليس الحوار كله!

الذي أسعدني اعترافاته، فالذي يعترف بوجود خلل أو خطأ في جهة عمله هو شخص أنا شخصياً أحترمه، فهي ليست فقط شجاعة، بل الأهم أنها تعطي دلالة لثقة في النفس، وهي في ظني أهم ما يميز البشر!

اعترف بوجود خلل في منظومة التحكيم، واعترف بوجود خلل في منظومة العمل بالمراحل السنية للمنتخبات الوطنية، لا يهمني الخلل، ولا كيفية مواجهة، فتلك قضايا أخرى تحتمل وجهات النظر والاختلاف، ولكن ما يهمني هي السمات الشخصية لشخص لا يكابر، بل يعترف، والاعتراف كما يقولون هو سيد الأدلة، وهو بمثابة الخطوة الأولى في سبيل الإصلاح!

أمسكت لفترة طويلة عن الحديث سواء بنقد أو بمدح منذ أن جاء الأخ مروان ومجلسه لسببيين: الأول علاقة تاريخية وثيقة تربطني بالأخ يوسف السركال أول رئيس لاتحاد الكرة بعد مرحلة الشيوخ، وأول رئيس منتخب، وأول من نقلنا إلى زمن الاحتراف، وجاء لنا بالألقاب، فقد كان في يقيني أن هذه العلاقة التي أتشرف بها، سوف تطارد أي رأي أقوله، فهذه هي الحياة، وهؤلاء هم البشر، فنحن لا نعيش في غياهب المدن الفاضلة وأزمان المثاليات! أما السبب الثاني، فقد كنت وما زلت مؤمناً أن أي مجلس جديد لابد وأن يأخذ حقه كاملاً في توفيق أوضاعه وأخذ قراراته بحرية تامة دون أن يكون سيف النقد مُسلطاً على رقابهم مع كل همسة وكل حركة «دعهم يعملون ثم حاسبهم كما تشاء في الوقت العادل»!

ليس من العدل أن نترصد الناس، كما أنه ليس من العدل أن أكون شخصياً ضده لمجرد أنني شديد الاقتناع بشخص آخر، قناعتي دائماً أن مصلحة الوطن هي الأساس، فالوطن يعلو على أي شخص، بل لا يجوز الربط من الأساس.

كلمات أخيرة

Ⅶمن البديهي أنني أتمنى التوفيق لهذا المجلس المنتخب، لأن نجاحه من نجاح المهمة، فالإمارات هي المستفيدة من النجاح وهي المتضررة من الفشل.

Ⅶمن أجل ذلك أصبحت المساندة واجبة، ومن أجل ذلك كنت سعيداً بشجاعة مروان وكلماته واعترافاته.

Ⅶالمساندة ليست فقط بـ«نعم»، بل ربما كانت «لا» هي الأهم، والأجمل هو تقبل الرأي الآخر، في زمن لا يتقبل فيه أحد!

Ⅶأحترم رؤية الرجل عندما قال إن وقفة طويلة تنتظر المنتخب الوطني بعد مباراة العراق، نعم أحترم ذلك رغم أنني ضده، ولي أسبابي، لكنني سوف أحتفظ بها تقديراً للظروف، وأتمنى من كل قلبي أن لا أذكر أحداً بهذه الكلمات بعد فوات الأوان، اللهم خيّب ظني!!

Email