أغلى بطولات الجزيرة!

ت + ت - الحجم الطبيعي

من حق الجزيرة أن يفرح ببطولة الكأس كما لم يفرح من قبل!  

أعلم أنه فاز من قبل ببطولتي الدوري والكأس في موسم واحد، وأنه الموسم التاريخي الذي لا ينسى، فقد وضع الجزيرة في مصاف أندية القمة دون رجعة، أعلم كل ذلك وأعيه وأستوعبه، ورغم ذلك أصر على أن البطولة الأخيرة هي الأهم وهي الأغلى، وأنا في ذلك لست معنياً برأي الآخرين، رغم احترامي لكل الآراء، حتى هذه الذي لم يعجبها فوز الجزيرة، متباكية على الفرص الغزيرة التي ضاعت من العين فضاعت الكأس!

عموماً هي البطولة الأهم من وجهة نظري للأسباب التالية:

أولاً: أكدت هذه البطولة أن فريق الجزيرة أصبح قادراً على العودة السريعة للألقاب، والعودة السريعة لا تعني إلا شيئاً واحداً هو أنك أصبحت فريق بطولات، حتى وإن غابت عنك لفترة، فأنت قادر على استعادتها دونما تباطؤ!

ثانياً: عندما تولد أي بطولة من رحم الألم، يكون لها مذاق خاص وفرحة مختلفة، ولا أحد يستطيع أن ينكر أن الجزيرة عاش موسماً من أسوأ مواسمه، وعندما يستطيع إنهاءه ببطولة، فهذه قدرات خاصة ليست في متناول الكثيرين!

ثالثاً: الإنجازات الكبيرة عندما تتحقق في وجود نخبة من اللاعبين الجدد الصاعدين من أكاديمية النادي، وفي غياب الأعمدة الرئيسية التي تحقق البطولات للآخرين وهم رباعي اللاعبين المحترفين الأجانب، فإن ذلك من شأنه أن يعلي من قيمة البطولة إلى الحد الأقصى!

رابعاً: تحققت هذه البطولة على حساب أندية عريقة وكبيرة أمثال الشارقة، وهذه المباراة تحديداً، وقدرة الفريق على العودة مرتين فيها، كانت بمثابة بشرى متقدمة، ومن بعد ذلك كان الفوز على الأهلي، وقلتها قبل ذلك أن من يستطيع الفوز على الأهلي فمن حقه الكأس، ومن بعدها كان الفوز على العين، وهو في أحسن حالاته، وضع خطاً تحت هذه الجملة الأخيرة!

خامساً: ما حدث في مباراة النهائي، لك ما تريد، إما أن تنظر لنصف الكوب الفارغ، وإما أن تنظر للنصف الممتلئ ! إذا نظرت للممتلئ، فستجد أن الجزيرة سبق بالتسجيل، وأنه استطاع أن يقاوم المد العيناوي الرهيب في الشوط الثاني بعد إدراك التعادل، وأنه استطاع أن يبلغ في النهاية بر الأمان بالتعادل واللجوء لركلات الترجيح، وبخصوص الفرص الضائعة، لماذا لا نذكر دور الحارس علي خصيف في التصدي لمعظمها، ولماذا دائما نعتبر الحارس ليس من أعضاء الفريق، كأنه جسم غريب عندما نريد أن نشكك، وكأنه نصف الفريق عندما نريد أن نشيد!!

سادساً: كانت هناك ركلات الجزاء، أي مباراة جديدة تماماً، لماذا لا نحسبها للجزيرة، أم أنها لا تخضع فقط إلا للحظ كما يردد من يردد!! رغم أنني ضد هذا القول جملة وتفصيلاً، فركلات الجزاء تكشف المهارات والاستعدادات والقوة النفسية قبل أن تذهب لهواجس الحظ والراغبين في التلاعب بالمشاعر والكلمات!!

كلمات أخيرة

كل ما تقدم هو إحقاق حق لفريق بطل، هي بطولة تعيده لسابق عهده، وتشد من أزره في المواسم المقبلة، هي مصلحة -لا شك فيها ولا كلام- لكرة الإمارات.

وكل ما تقدم لا ينتقص من قدرات الزعيم العيناوي، ففي تقديري، هو الآن في أحسن حالاته، وهذه بشرى لآسيا، ولنا في هذا المعنى عودة بإذن الله.

Email