خطوة نحو الفخر

ت + ت - الحجم الطبيعي

انتابني شعور بالفرح لفريق الجزيرة الذي تجاوز السد القطري القوي، ليلحق بدوري أبطال آسيا، ويهدي الإمارات المقعد الثالث مع العين والنصر، وفي المقابل هو شعور بالأسف لحال الشباب الذي أوقعه فريق بونيودكور الأوزبكي في طشقند، وخطف منه بطاقة الرحمة!

سر فرحي للجزيرة أنه بهذا الفوز يقترب من فريق الجزيرة الذي نعرفه ونسينا شكله في الفترة الماضية!

سر فرحي للجزيرة أنه يقترب من نفسه، ويستعيد بهذا الفوز بعضاً من مستواه المرعب في السنوات الماضية!

سر فرحي أنه جاء في توقيت عبقري، كان فيه الجزيرة إما أن يكون أو لا يكون!

يقيني أنه فاز لأنه عقد العزم ، لأنه تحدى نفسه، لأنه استعد جيداً في الأسبوع الذي سبق المباراة من كل النواحي، ولاسيما الناحية النفسية.

دعونا نتفق على أنها مجرد خطوة نحو الفخر، فخر أبوظبي، وهو لقب ليس اعتيادياً، ويجب أن يحافظ عليه الجزيرة لكي يكون جديراً به!

دعونا نتفق أنه لايزال أمامه عمل كثير، فقد شعرت بالألم في الوقت الإضافي الذي كان فيه السد أخطر، هذا الوقت تحديداً كشف الكثير من المستور، لا سيما من الناحية البدنية الناقصة، والتي جعلت من ثوب الجزيرة قصيراً، لا يغطي قدميه عندما يجرؤ على الهجوم!

دفاع الفريق انفتح بشكل مخيف في الوقت الإضافي، نظراً لقلة المخزون، ولولا التضحيات التي قدمها اللاعبون لما كان الفوز!

المدرب الهولندي الكبير تن كات، لايزال أمامه مشوار طويل في ترميم الصفوف، ولا يقولنّ أحد إننا بحاجة لسنوات لكي نبني، الفرق الكبيرة في زمن الاحتراف تستطيع أن تفعل ذلك في أشهر معدودة، إن لم يكن في أيام، والجزيرة لا ينقصه وقود الاحتراف!

تحية خاصة جداً لصاحب الخبرة، الحارس علي خصيف الذي كان له الفضل الأول في التأهل ، سواء على صعيد التألق في ركلات الجزاء وهو خبير بها أو التصدي للكرات الخطرة في أثناء المباراة، إضافة إلى قدرته على القيادة وتوجيه زملائه وإثارة الجماهير.

كلمات أخيرة

العتب كبير على اللاعب عبدالله موسى الذي نفّذ ركلة جزاء، وكان مشهد تنفيذها غريبا، لدرجة أنه جعلني أشك وأسيء الظن، الركلة دخلت ولا أدري حتى الآن كيف!، لعلها الأقدار التي حمت عبدالله، وجعلت الوساوس تتطاير، ففي النهاية الركلة »مستهترة«، ولن أزيد يا عبدالله فربنا قد ستر، وإذا لم تصدق، »تفرج على نفسك في الإعادة ثم قل لي«!

إذا كان ما يقوله البرازيلي كايو مدرب الشباب صحيحاً، فليسمح لي أن أغير رأيي فيه! المدرب الهمام يلقي بالمسؤولية، مسؤولية هذا المشهد الهزيل الذي أصبح عليه فريق الشباب، أحد القوى الكبرى في دوري الإمارات، على عاتق الإدارة، لأنها هي صاحبة القرار في رحيل اللاعب البرازيلي جو »غصباً عنه«!

أقول للمدرب ولماذا لم تعترض ساعتها، ولماذا وافقت ورضخت، ولماذا لم تستقل إذا كانوا تجاوزوك، والرأي من المفترض أنه رأيك، لأنك أنت المدرب المسؤول!

أي مدرب لا يستطيع اختيار لاعبيه وحمايتهم لا يستحق أن يبقى!

كنت أحترمك ولم أزل كإنسان، أما كمدرب، فاسمح لي فقد أصبح لي رأي آخر!

وإذا كنا أخذنا على كايو ضعف شخصيته، فماذا نقول لإدارة الشباب التي تتاجر بمحترفيها على حساب الفريق!!

Email