الإعلام لا يلعب الكرة!

ت + ت - الحجم الطبيعي

لو كنت مكان يوسف السركال رئيس مجلس إدارة اتحاد كرة القدم لقلت ما قاله بالأمس للصحف، فماذا يفعل المستجير من الرمضاء بالماء!

هو يدافع دفاع المستميت عن حظوظ المنتخب الوطني المهدد بالرحيل المبكر جداً من مونديال روسيا، الذي يقام عام 2018، وبالمناسبة يا أستاذ يوسف أنت تعرف جيداً أنه عندما نقول مهدد، فهذا الكلام في حد ذاته يؤلمنا، ولا نتمنى أن نكتبه، وإذا كان هناك من يحبط الناس فهي النتائج وليس الإعلام!

ماذا عسانا أن نقول للناس بعد أن أصبحنا لا نملك القرار، وبعد أن أصبح مصيرنا في يد غيرنا، وبعد أن أصبح الفارق بيننا وبين الصدارة خمس في أربع جولات فقط، وبعد أن أصبحنا في المركز الأخير بين هؤلاء الذين تمنيهم النفس بفرصة التأهل بالمركز الثاني!

لأول مرة أشم في خطابك لغة عاطفية بحتة، ولأول مرة تدعونا لأن نعطي تفاؤلاً لا نملك معطياته حتى لو فزنا في كل المباريات المقبلة، كيف نبيع للناس وهماً، كيف نعطي أملاً كاذباً!

أستاذ يوسف، الإعلام لا يلعب الكرة، فهو ليس مسؤولاً عن الأداء السيئ ولا النتائج المحبطة!

الإعلام ومن زمان، أحد العوامل المساعدة، وهو مثل الجماهير يهتف، لكنه لا يسجل، أما الدور الرئيس فيبقى دائماً للملعب، وللاعبين ومن خلفهم مدربهم قائدهم وموجههم!

المنتخب ليس في حاجة لحملات إعلامية، لأنه باختصار، المنتخب فريق البلد كلها، ومن العيب إذا أردت الحقيقة أن نفعل ذلك، هل يحتاج الأب أو تحتاج الأم إلى من يعلم الأولاد حبهما!

النادي أمره مختلف، فهو رقم فردي، والمنتخب هو كل الأرقام، عندما يقوم الإعلام بعمل حملة لمساندة العين أو الأهلي أو الشباب من أجل التفاف البلد حوله في مهمته الخارجية، لأنه يمثل الوطن، فهذا واجب إعلامي، ودعوة راقية من أجل الالتفاف والتوحد.

آخر الكلام

تعلمت ألا أقسو على المنتخب، وهو في مهمة، وفي تقديري، وهو ليس ملزماً لأحد أنني لم أقسُ، فالقسوة لها مفهوم آخر لم أنتهجه، وشخصياً لم أطالب بإقالة مهدي، أو استقالة اتحاد الكرة مثلاً، لكنني يوم أتأكد أن المنتخب فقد حظوظه من المونديال فلن أتردد في فعل ذلك!

فارق كبير بين النقد والقسوة أو كما أسماها السركال الصيد في الماء العكر، النقد، وهو ما نظن أننا نفعله، هو واجب من أجل كشف الأخطاء، وتصيح المسارات، وليس له وقت ولا آذان!

المونديال حلم مشروع لثالث آسيا ولجيل مميز من اللاعبين لا يتكرر إلا كل سنوات طويلة.

نعم، المونديال حلم مشروع لمنتخب نوفر له كل مستلزماته »حتى لبن العصفور«!

حلم مشروع لمدرب نقول له »شبيك لبيك«!

حلم مشروع لبلد تريد أن تبهر الدنيا باستضافة نهائيات كأس آسيا عام 2017، وهي متأهلة لمونديال روسيا حتى يكتمل المشهد!

حلم لرئيس مجلس إدارة يرتبط استمراره بمنتخب بلده، هكذا أقرأ صورة الانتخابات المقبلة!

Email