من هنا نبدأ

ت + ت - الحجم الطبيعي

إذا كنا جادين في طموح الذهاب إلى نهائيات كأس العالم بموسكو 2018 وتكرار الأيام الجميلة التي عشناها في مونديال إيطاليا 90، فإن البداية من هنا، من مباراة اليوم المقامة في مدينة جدة أمام المنتخب السعودي الشقيق، وتسألني لماذا أضع العقدة في المنشار فأجيب من خلال نقاط كثيرة أوجزها فيما يلي :

أولًا: الفارق بيننا وبين الأشقاء نقطتان، فلهم 9 ولنا 7، والفوز الذي نتمناه ونسعى إليه يجعلنا نتقدم إلى صدارة المجموعة بفارق نقطة، والتعادل وهو نتيجة إيجابية لاشك في ذلك يبقي الوضع على ما هو عليه، وهو وضع لا غبار عليه وهو من منطلق أن مباراة اليوم هي مباراة الذهاب بين الفريقين، وأنه لاتزال هناك مباراة عودة في الإمارات في ختام منافسات المجموعة الرابعة والفوز فيها يجعلنا ننتزع الصدارة ونذهب إلى الدور الحاسم، وهذا معناه أن التعادل نتيجة مرضية إذ لم يتحقق الفوز.

ثانياً : الذي جعلني أقول إننا إذا كنا جادين وقادرين فإن مباراة اليوم هي البرهان فأنني بالطبع أخشى من الخسارة فهي في حال حدوثها لا قدر الله تباعد بيننا وبين ما نريده لأن الفارق سوف يرتفع إلى 5 نقاط بيننا وبينهم وهو فارق مرعب يصعب تعويضه حتى لو فزنا في مباراة العودة !

ثالثاً : أن من يلعب على وتر الصعود إلى الدور الحاسم مع الفرق التي ستحصل على »أفضل ثواني« أي ستصعد من خلال حصولها على المركز الثاني، فهو رهان غير مضمون بالمرة، وبالمناسبة فالمنافسة على بطاقة الصعود الأولى في هذه المجموعة الرابعة ليست بين السعودية والإمارات فحسب كما نظن جميعاً بل هناك منافس ثالث هو منتخب فلسطين الذي تعادلنا معه في رام الله، وخسر من المنتخب السعودي بشق الأنفس في السعودية 2/3 ، وهو منتخب ليس سهل المراس ولا يؤمن جانبه، ولابد من وضع ذلك في الاعتبار إذا انجرفنا في حسابات الصعود من المركز الثاني !

رابعاً : من المؤكد أن الذي يعفيك من الدخول في هذه الدوامة أمران لا ثالث لهما، تحقيق الفوز اليوم أو التعادل أما الثالثة فلا!

خامساً : أقولها بكل الصدق والحياد إن منتخب الإمارات في الفترة الحالية أفضل كثيراً في مستواه وقدراته من المنتخب السعودي وقد ظهر ذلك من خلال الجولات الثلاث الماضية، والمطلوب أن نضع هذه الأفضلية موضع التنفيذ.

سادساً: إن الكلام الكثير الذي يقال عن التاريخ والجغرافيا ليس له محل من الإعراب، هذه أوهام لا تعشش إلا في أذهان المغرضين، كرة القدم منطقها أن الأفضل يفوز حتى لو لعب في المريخ، نعم المنطق لا يسود في بعض الوقت وليس كل الوقت، وهي ما نسميها بالمفاجآت، أو ظروف غير متوقعة في سيناريوهات المباريات، أبعدها الله عنا.

كلمات أخيرة

** لكل ما تقدم نتمناها إماراتية، وفي كل الأحوال نعلم أن مباراة اليوم ليست الحاسمة، لكنها نقطة انطلاق لا ينكر أحد أهميتها في بلوغ الهدف.

** مشاعر السعوديين عند استقبال البعثة صادقة وأخوية، ولا شك أن الحميمية بين البلدين والشعبين في أوجها أدامها الله، ونتيجة مباراة في كرة القدم نقطة في بحر، من يفوز نقول له مبروك ومن يخسر نقول له هارد لك.

** الأحلام الكبيرة ليس لها إلا طريق واحد ... الانتصار.

Email