لعبة الهدوء والذكاء!

ت + ت - الحجم الطبيعي

أجواء حافلة يعيشها عشاق كرة القدم بالبلاد اليوم.

الأجواء إماراتية خليجية آسيوية، ويتجلى ذلك في نهائي أندية الخليج بمسقط بين الشباب الإماراتي والسيب العماني، وفي نفس التوقيت تقريباً عند السابعة والنصف مساء، المواجهة الكبيرة بين العين والأهلي، في لقاء العودة الحاسم، من أجل الوصول لدور الثمانية في دوري أبطال آسيا.

في الخليجية، يأمل الشباب في بلوغ اللقب الخليجي الثالث على حساب السيب، ونظراً للفارق الكبير بين الفريقين في المستوى وفي التاريخ وفي المكانة، تطل إشكالية تقع فيها أعتا الفرق، وهي إشكالية عدم تقدير المنافس التقدير الكافي، والصعوبة أن مثل هذه الأمور تتملك اللاعبين لاإرادياً، ونحن لا نتمنى أن يقع الشباب في هذا المحظور، بخاصة بعدما انتشرت معلومات هبوط السيب من دوري المحترفين العماني إلى دوري الهواة هذا الموسم، إضافة إلى رصيده المتواضع من البطولات في بلده، وبلوغه لأول مرة النهائي الخليجي!

كل هذه المعلومات من المفترض أن تكون في مصلحة نادي الشباب، بشرط عدم التأثر بها، ونسيانها تماماً بمجرد أن يطلق الحكم صافرة البداية.

أما في المواجهة الآسيوية بين العين والأهلي، فكل الشواهد تؤكد أن الحظوظ متساوية بين الفريقين الكبيرين، لاسيما أن مباراة الذهاب لم تستطع أن تفك الشيفرة وانتهت بالتعادل بلا أهداف. ولا شك أن الموقف سيكون مختلفاً في مباراة العودة اليوم، فلابد من الأهداف، لأن المباراة فاصلة وستدفع بأحدهما إلى دور الثمانية لدوري أبطال آسيا وستبعد الآخر.

للعين فرصة الفوز، وللأهلي أيضاً فرصة الفوز إلى جانب التعادل الإيجابي بأي عدد من الأهداف، أما التعادل السلبي فيحيل المباراة إلى الوقت الإضافي ومن بعدها ركلات الترجيح، إذا تطلب الأمر.

هذا يعني باختصار أن التفاصيل الصغيرة ستكون لها الكلمة العليا في هذه الموقعة الصعبة، في ظل تكافؤ ملحوظ بين القوتين، وأقصد عوامل غير مرئية أمثال استخدام الذكاء، والتحلي بالهدوء والصبر.

الفريقان مجهدان بما فيه الكفاية، لذا أتوقع ولا أجزم، أن تكون هناك ندرة في الأهداف، وربما أن الذي يسجل أولاً سيكتفي ويحافظ ويفوز، ومن هنا أشدد على اللعب الذكي الاقتصادي الذي يقودك إلى الشباك من أقصر طريق، وفي القدرة أيضاً على التسجيل وانتهاز أشباه الفرص، ومن هنا تأتي الدعوة إلى الهدوء وعدم التسرع وعدم التشنج الذي إذا حدث فسوف يفسد كل شيء على صاحبه.

مفارقتان تصبان في مصلحة كلا الفريقين، ولا نعرف أيهما ستطغى على الأخرى، الأولى خبرة العين الآسيوية التي تعلو كثيراً على الأهلي الذي يبلغ هذا الدور لأول مرة في تاريخه، والثانية حماسة الأهلي للمضي قدماً في هذه البطولة، وما بين الخبرة والحماسة تدور موقعة اليوم!

كلمات أخيرة

Ⅶ الأمير علي بن الحسين، غريب الدار، في انتخابات الفيفا، بعد ساعات، أمام الداهية العجوز بلاتر، وأقول غريب الدار، بعد أن تنكرت له معظم الاتحادات العربية، لا سيما في آسيا، الكل يبحث عن مصالحه، ويخشى تصفية الحسابات من بلاتر بعد الفوز، لأنه المرشح الأقوى بالطبع!

Ⅶ شخصياً، أتمنى فوز الأمير، ليس لأنه عربي، بل لأنه أولاً رجل شجاع، لا يخشى الخسارة، استمر في موقفه ولم يتنازل، ولأنني لا أحب الطغاة ثانياً وثالثاً ورابعاً!

Email