النصر وسقف الطموح!

ت + ت - الحجم الطبيعي

كانت أول كلمة قرأتها من كلمات الصربي إيفان يوفانوفيتش، مدرب النصر، بعد فوز فريقه على العين ووصوله إلى المربع الذهبي لبطولة كأس رئيس الدولة: «الفوز على العين يرفع سقف طموحاتنا في بطولة الكأس».

هذه الكلمات تعبر بالفعل عن الصواب، فأي فريق يبعد حامل اللقب لاسيما لو كان العين، ليس من حقه فقط أن يرفع من سقف طموحاته بل من حقه أن يطمع في اللقب نفسه، وحقيقة الأمر أن النصر تفوق على نفسه في هذه المباراة، وتسألني ما هو الفارق بين النصر أمام العين والنصر أمام الشباب، حيث خسر مباراة مهمة وخسر معها لقبه الخليجي، أقول بلا تفكير إنهم اللاعبون وجديتهم ورغبتهم وحماسهم..

فالنصر كان منذ الدقائق الأولى يبدو أكثر رغبة من العين في الفوز، بدليل أنه تسبب في اختفائه تماماً، وكان بالفعل خارج الخدمة لفارق الرغبة بين الفريقين، وكان النصر مؤهلاً في تلك الدقائق لتسجيل هدفين وليس هدفاً واحداً، والجميع كان مستغرباً من تلك الفرصة التي أضاعها توريه وهو منفرد بالشباك وليس فقط بحارس المرمى.

وقد كان مدرب العين زلاتكو صريحاً وجريئاً، وهو يعلن تحمله المسؤولية كاملة في خسارة فريقه، رافضاً التعلل بالحجج إياها، وفي مقدمتها الإجهاد، من منطلق أن كل الفرق المشاركة في بطولة الكأس تعاني منه، أي أن هذا العامل السلبي كان على الجميع ولم يكن على العين فقط!

العين خسر لأن النصر كان في حالة فنية وذهنية أفضل، وساعد على ذلك أن العين لعب باطمئنان لم يكن محقاً فيه، ولم يعط للنصر حقه من الاهتمام الذي كان يستحقه، لاسيما أنها بطولة كأس تكون المفاجآت فيها واردة أكثر من الظروف الاعتيادية!

حارس المرمى خالد عيسى كان أكثر شجاعة حتى من مدربه عندما قال بعد الخسارة: «بصراحة لو كنا فزنا على النصر، ربما كان ذلك سبباً في خسارتنا أمام الأهلي في مباراة العودة الآسيوية»! كأن خالد أراد أن يحمد الله على الخسارة حتى لا تضيع الآسيوية، من منطلق أنه لم يصبح أمام العين حالياً إلا بطولة واحدة، ولا مجال لضياعها هي الأخرى على حد قول حارس المرمى!

ولأن الحديث عن الكأس متصل، فقد حقق الأهلي والشباب إنجازين كبيرين بوصولهما إلى المربع الذهبي، فقد أفسد الأهلي مفاجأة جديدة كان دبي في الطريق إليها، وفي الوقت القاتل، ثم استغل ذكاءه وقدراته في الوقت الإضافي رغم الإجهاد، وأصبح أمام واقع جديد لا ينقذ فيه موسمه فحسب، بل من الممكن أن يكون واحداً من أفضل مواسمه على الإطلاق!

والشباب بالمثل استدرج بني ياس القوي في الوقت الإضافي إلى ركلات الجزاء، فكان له ما أراد في نهاية الأمر، وأصبح فعلياً أمام لقبين، لكن الأهم الآن اللقب الخليجي، لأنه سابق على المحلي، والأمر في حاجة، من الآن، إلى الجدية التامة من اللاعبين في داخل الملعب وخارجه، والخبرة من جانب المدرب في كيفية تهيئة اللاعبين ذهنياً وبدنياً، وإياكم من عدم إعطاء السيب العماني حقه من الاحترام كمنافس شرس!

كلمات أخيرة

■ عدو تحقيق البطولات الأول هو الاستهانة أو بمعنى آخر الثقة الزائدة، أو بمعنى ثالث اعتقادك أنك قادر على تحقيق الفوز لمجرد النظر إلى الأحكام السابقة!

■ كرة القدم لعبة غدارة تتخلى عنك رغم قوتك في لحظة، نعم في لحظة، أرجوك انتبه!

Email