اسم ليس على مسمى!

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم أتفاجأ بآراء سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية التي أدلى بها من عرض البحر حيث السباق السنوي للسفن الشراعية الكبيرة المعروف بالقفال، فسموه يتميز دائماً وأبداً بالصراحة التامة، يقول ما يعنيه، ويعني ما يقول، ومنذ زمن طويل ونحن نجادله في الاحتراف لكنه كان ومازال ثابتاً على وجهة نظره لا يلين ولا يتأثر بآراء غيره.

في حوار هذا العام وفي سياق نقده المتواصل لدور المحترفين قال: «المسمى الحالي لدوري المحترفين لا يعكس المعنى الحقيقي للاحتراف» وفي ذلك إشارة للتناقض بين المسمى وبين طريقة التمويل، فأنت لا تكون محترفاً إذا لم تستطع أن تصرف على نفسك، فكيف إذن يكون حالك وأنت تتلقى كل مصروفاتك من الحكومة!!.

ويذهب سموه لتأكيد وجهة نظره حينما يشير إلى واحدة من الحقائق المهمة يقول: «4 أندية فقط هي القادرة على مواجهة أعباء الاحتراف و10 مفلسة»!!، وبالمناسبة فلا تناقض بين هذا الكلام والدعم الحكومي فهو يعرف ان الدعم الحكومي للكثير من الأندية المحترفة لا يكفي، لأننا دخلنا من الباب الواسع الذي لا يكفيه شيء، أما الأندية الأربعة التي يعرفها سموه ولا يسميها، فلها طرق أخرى غير متاحة لغيرها بنفس القدر، لذا تستطيع أن تلبي، وعليه تستطيع أن تنافس وتأتي بالبطولات، لأن الاحتراف لا يعيش دون موارد مالية ضخمة!.

ولمن لا يتذكر فقد كان سمو الشيخ حمدان قبل أن نطبق الاحتراف يعارضه بصورته التي عملنا بها وكان يحذر من مغبة ذلك، وكان يقول «من يقدر على الاحتراف أهلا وسهلا به من الشركات الإماراتية الكبرى، لكن ابعدوا عن الأندية المعروفة فقد أوجدتها الحكومة من أجل تنمية الشباب والمحافظة عليهم».

كان يقول ذلك من سنوات وكنا نجادله بقوة، فآراؤه كانت دائما ولازالت تثير جدلاً وتفتح أبوابا ثرية للحوار.

وكان أطرف ما قاله يخص مدربي المنتخب الوطني، وبعد أن أشاد بقرار استمرار المدرب مهدي علي نظرا لنجاحه ومعرفته باللاعبين، وصف المدربين السابقين بأنهم «خرطي» وهي كلمة محلية تعني الفشل وعدم الرضا، وقدم رأياً فنياً للمدرب عندما قال: أرشح المنتخب للفوز بكأس آسيا القادمة بشرط الاحتفاظ بـ 80 بالمئة من اللاعبين الحاليين، وهذا يعطي دلالة أن هذا الجيل قادر على تحقيق البطولات وهو الجيل المعروف بجيل مهدي.

وعندما جاء دور النصر في الحوار، قال سموه: «النصر لم يوفق في لاعبيه الأجانب وإدارته اعترفت بهذا الخطأ»! وهنا توجيه صريح منه بتغيير اللاعبين الأجانب عن بكرة أبيهم.

كلمات أخيرة

Ⅶ القفال مناسبة سنوية عالية القدر لأهل البحر، وهو سباق يحمل رسالة شديدة التأثير للأجيال الجديدة لكي تعرف تراثها، وتعرف إلى أي مدى كانت صعوبة وقسوة الحياة في الماضي.

Ⅶ سعيد حارب أحد رموز هذا السباق، فهو يتحمل أعباءه وتنظيمه مع نخبة من الكوادر البحرية المدربة والخبيرة، ولا يستطيع أحد أن يتصور هذا السباق بدون هذا الرجل الوفي للبحر وللبحارة في وقت واحد.

Ⅶ دوري المحترفين إذن في رأي سمو الشيخ حمدان بن راشد «اسم ليس على مسمى»!!.

Email