قصة حب آسيوية !

ت + ت - الحجم الطبيعي

دخل الأستراليون التاريخ الآسيوي من أوسع أبوابه.

بلاد الكنغارو تكتب قصة حب آسيوية من طرفين وليس من طرف واحد شئنا أم أبينا !

فازوا وعن جدارة بالكأس الآسيوية السادسة عشرة التي احتضنتها بلادهم ولم يفرطوا، هكذا يفعل الأبطال والشجعان !

فازوا بها لأول مرة منذ انضمامهم للقارة الآسيوية في العام 2006، نعم فازوا بها من المشاركة الثالثة في النهائيات، ويا للأقدار، فلو كانوا كتبوها في الكتب لما جاءت بهذه الحبكة وهذا المنطق، شاركوا للمرة الأولى 2007 بالصين فوصلوا إلى الدور ربع النهائي، وشاركوا لثاني مرة في قطر 2011 فوصلوا للدور نصف النهائي ولعبوا المباراة النهائية أمام اليابان واحتلوا المركز الثاني، وفي بلادهم كانت المشاركة الثالثة، ولعبوا النهائي بالأمس أمام كوريا وفازوا بالمركز الأول.

الثالثة ثابتة إذن، والتسلسل منطقي ومحبوك، والبطولة ذهبت لمن يستحق بالتاريخ والجغرافيا، بالتاريخ الذي تشم رائحته في هذا التسلسل المثير من أول مشاركة لثالث مشاركة، والجغرافيا لم تكن فقط بسبب أنهم أصحاب الأرض والجماهير التي زحفت من البداية إلى النهاية حتى وصل عددها إلى 80 ألف مشجع بالأمس امتلأ بهم ملعب المباراة عن آخره، بل كان هناك ما هو أهم من ذلك، فريق متطور ظهر بشكل مختلف من أيام مونديال البرازيل، ثم ظهر بشكل مختلف كلياً عندما استضاف النهائيات الآسيوية وبيت النية على الفوز بها وكان واثقاً لدرجة أن اللاعبين عندما انتهت مباراة الأمس مباشرة استبدلوا الفانيلات بأخرى مكتوباً عليها «الأبطال» !

الفارق بين أستراليا بالأمس واليوم هو الفارق في كل شيء حديث، فلم يعد الاعتماد على الأجسام القوية واللياقة العالية فحسب، بل أصبحت هناك المهارات العالية والخبرات الدولية المتراكمة من وراء هذه الأعداد الكبيرة المحترفة في الدوريات الأوروبية وبخاصة الإنجليزية والألمانية والهولندية.

لقد أثبتت أستراليا بهذه الاستضافة الملفتة في هذه البلاد المتقدمة أنها مكسب هائل للكرة الآسيوية، هذا إذا فكرنا دونما نظرة ضيقة نرى من خلالها أنها ضيقت علينا فرصة الفوز بالبطولة الآسيوية أو حجبت عنا مقعداً في نهائيات كأس العالم !!

هذه نظرة ضيقة، فماذا يفيدك إذا ذهبت لكأس العالم لكي تكون رقماً مكملًا، تذهب وتعود بشباك مثقلة بالأهداف، وبدلاً من أن تحقق سمعة جيدة لبلادك تسيء إليها، لقد تغيرت الدنيا ومن كان يفكر في كأس العالم لكي يتشرف بالمشاركة فيها، لم يعد هذا المنطق مقبولاً الآن إذا كان مقبولاً أيام زمان !!

وجود أستراليا من شأنه أن يفيد الكرة الآسيوية ويزيد من حدة التنافس، وجودها يرفعك ولا يخفضك وانظر نظرة جديدة تنسجم مع معطيات الزمن الجديد !

كلمات أخيرة

** شعور بالفخر ينتاب الإنسان عندما يشاهد علي مبخوت واقفاً على منصة التتويج كهداف لكأس آسيا، إنه مشهد يثلج الصدور يؤكد موهبة هذا اللاعب الخلوق صديق الشباك، وكم أتمنى أن يأتي اليوم الذي أشاهده فيه محترفاً في أحد الدوريات الأوروبية، وبالمناسبة هناك عرض في انتظاره في الدوري الألماني هذا خبر صحيح، فهل نقوي قلوبنا ولو مرة واحدة في حياتنا، ودعونا نؤكد أن غياب الاحتراف الخارجي سيقف حائلاً بيننا وبين الألقاب الكبيرة دائماً !!

** عدم اختيار الموهوب عمر عبدالرحمن كأفضل لاعب في البطولة يفتح أبواب التساؤلات ويثير موجة من الشك في مواسم الانتخابات .. !

Email