كان بالإمكان ... !

ت + ت - الحجم الطبيعي

من ناحية المبدأ شكراً لمنتخبنا الوطني الإماراتي على بلوغ المربع الذهبي، ولكن على ما يبدو أننا دخلنا مباراة أستراليا بمفهوم الاكتفاء بما تم أنجازه !!

نعم، على ما يبدو أننا لم نستطع الفكاك من أنشودة الإشادة بالوصول إلى الهدف الذي دخلنا من أجله النهائيات الآسيوية، لقد تأثر اللاعبون بمفهوم تحقيق الهدف فلعبوا أسوأ مباراة في أهم مباراة !!

لا ألوم أي أحد يقول « كفوا ووفوا »، وبالمناسبة فلم نطالب مطلقاً اللاعبين بما هو فوق طاقتهم، لم نطالبهم بتحقيق البطولة والفوز على الفريق الأسترالي القوي الذي يلعب على أرضه وبين جماهيره في مباراة قريبة جداً من تحقيق هدفهم، ولكننا كنا نأمل أن يكون المشهد أفضل مما كان !!

الأستراليون وجدوا أنفسهم أمام أسهل مباراة لهم في البطولة وهذا لا يجوز !!

أنهوها في 14 دقيقة فقط ثم اقتصدوا جهدهم من أجل النهائي الذي سيلعبونه أمام كوريا الجنوبية السبت، يعني بالمختصر المفيد لم يتسرب إليهم أي شعور بالخوف بعد أن سجلوا الهدف الأول بعد ثلاث دقائق فقط، وأكدوه على وجه السرعة بهدف ثان ثم اطمأنوا !!

كل من شاهد المباراة كان خائفاً على منتخبنا من هزيمة كبيرة في لحظات الارتباك الشديد الذي ساد صفوفنا بعد الهدف المبكر واستمر 20 دقيقة وضعنا فيها أيدينا على قلوبنا خوفاً من نتيجة تذهب بالأخضر واليابس، لكننا حمدنا الله بعد ذلك عندما استعاد الفريق نفسه إلى حد ما وحاول الصمود ثم حاول تضييق النتيجة لا سيما أحمد خليل الذي أدار له التوفيق ظهره في كرته التي عادت من القائم وكانت بمثابة أهم فرصة في المباراة من جانبنا.

نعم لم نكن نطمع في الفوز أمام منتخب صعب المراس وبخاصة أمام هذا الفارق البدني الهائل، وأمام هذا الفرق الواضح في اللياقة البدنية، وحقيقة الأمر أن كل المواجهات الفردية كانت في صالحهم وكان ذلك متوقعاً، هذا إضافة إلى أن المنتخب الأسترالي لم يعد مثلما كان، كرات طويلة وأجسام فارعة ولياقة عالية، بل تطور كثيراً وأصبح يملك إضافة لذلك مهارات عالية وكرة متنوعة تعتمد على الطويل والقصير معاً، إزاء كل ذلك لم نكن نطمع إلا في قليل من الشجاعة وكثير من الرغبة والإرادة !!

أقول كل ذلك من بوابة أنه كان بالإمكان أفضل مما كان، ولا أقصد تحقيق اللقب فعلى الرغم من أنه راودنا، وكان ذلك ليس من باب المبالغة، فقد كان للمنتخب الذي يفوز على اليابان في دور الثمانية، سواء كان منتخب الإمارات أو غيره ، الحق في أن ترادوه أحلام اللقب، لكني أقصد بمقولة كان بالإمكان أفضل مما كان، ذلك المشهد الضعيف الذي ظهرنا به في مباراة أستراليا وإعطائها الفرصة لكي تفوز بهذه السهولة، كان ذلك شيئاً محبطاً في كل الأحوال !!

 

كلمات أخيرة

Ⅶ كل من يحاول التعلل بالإرهاق، وأنه كان السبب في الهزيمة بالأمس أتفق معه ولا ألومه، لكني، ومن أجل عدم خداع النفس أقول إنه كان أحد الأسباب الخارجة عن الإرادة وليس كلها !!

Ⅶ مرة أخرى وليست أخيرة ، الإحباط ، على الأقل إحباطي أنا، لم يكن بسبب الهزيمة فهي طبيعية في كرة القدم وأمام فريق كبير « صاحب الحفلة »، ولكن الإحباط جاء بسبب مشهد الهزيمة والخروج من هذا الدور الحاسم والكبير، بهذه السهولة !!

Ⅶ في كل الأحوال ، هارد لك ، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، ومن البطولات والمواقف الصعبة نتعلم ونزداد خبرة.

Email